الأنقليس الرعاد واحد من المخلوقات الرائعة التي تعيش في حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية، وهو يعرف أيضا بإسم الثعبان الكهربائي، حيث أنه قادر على إنتاج شحنة كهربائية تستخدم لمجموعة من الأغراض المختلفة، بما في ذلك الملاحة والافتراس، ويمكن أن ينتج الأنقليس الرعاد شحنات كهربائية تصل إلى 800 فولت، أي أكثر من ستة أضعاف الجهد الموجود في المنزل، فهل الأنقليس الرعاد خطر على البشر؟ وما هو موطنه الأصلي؟ وكيف يستطيع الأنقليس الرعاد الحصول على فريسته بالرغم من ضعف بصره؟ وما أهم التهديدات التي تواجهه؟ هناك الكثير من الألغاز والأسرار عن الأنقليس الرعاد سوف نكتشفها معا من خلال تقريرنا، هيا بنا.
ما هو الأنقليس الرعاد؟
في حين أن الإسم الشائع لهذا الحيوان يشير إلى أنه نوع من ثعبان البحر، فإن الأنقليس الرعاد يمثل في الواقع نوعا من أسماك المياه العذبة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالكارب وسمك السلور أكثر من الثعابين، وعلى الرغم من أن الأنقليس الرعاد يتشابه في الشكل والمظهر مع الثعابين الحقيقية، إلا أنه يفتقر إلى الأسنان والزعنفة الظهرية المرتبطة بالثعبان الحقيقي، وعلاوة على ذلك، تتكاثر الثعابين الحقيقية في المحيط، بينما الأنقليس الرعاد يضع بيضه في المياه العذبة.
الأنقليس الرعاد يعد فرد من أفراد عائلة أسماك السكين، وهو واحد من 500 نوع من الأسماك التي هي قادرة على إنتاج الكهرباء، و يعيش الأنقليس الرعاد في المناطق الموحلة الضحلة من الأمازون و أورينوكو والأنهار في أمريكا الجنوبية، فهو أساسا وجد في مياه أمريكا الجنوبية، وقادر على توليد صدمة كهربائية كافية لإيذاء أي من الثدييات الكبيرة بما في ذلك البشر، وجسم الأنقليس الرعاد يحتوي على خلايا كهربائية تصل إلى 6000 خلية متخصصة، وهي التي تقوم بتخزين الطاقة مثل البطاريات الصغيرة، وعندما يشعر الأنقليس الرعاد بالتهديد أو مهاجمة الفريسة له، فهذه الخلايا يقوم بتفريغها في وقت واحد، وينبعث منها انفجار.
الأنقليس الرعاد يستطيع أن ينمو ليصل إلى 2.5 متر ويحتاج فقط إلى السطح لاستنشاق الهواء كل 10 دقائق، وذلك بسبب أن لديه دورة دموية معقدة، ويبدو الأنقليس الرعاد جسم أسطواني حيث أنه طويل ورأسه يميل إلى الأسفل قليلا، ويمتلك الزعنفة الشرجية التي تمتد من طرف الذيل تقريبا إلى الذقن، وترفرف مثل الشريط، وهذه الزعنفة تتيح للأنقليس التحرك إلى الأمام والخلف بكل سهولة.
تأتي الأعضاء الحيوية الخاصة بـ الأنقليس في جزء واحد فقط من الجسم مباشرة خلف رأسه، وبقية الجسم يحتوي على الخلايا التي تولد الكهرباء، أما عن لون الأنقليس الرعاد فهو يميل إلى الرمادي الداكن والبني على الظهر والأصفر أو البرتقالي على البطن، والذكور الناضجة يكون لونها داكن على البطن، ومن المثير للإهتمام أن الأنقليس الرعاد لا يوجد لديه زعنفة ظهرية، ويعتمد كليا على الزعنفة الشرجية فهي ترفرف متعرجة مثل الشريط.
أقرأ أيضا - معلومات وحقائق عن سمك السلور بالصور
موطن الأنقليس الرعاد
تم العثور على الأنقليس الرعاد في المياه العذبة بداية من أحواض أنهار الأمازون إلى أورينوكو في أمريكا الجنوبية، و الأنقليس الرعاد يميل إلى سهول النهر، والمستنقعات، والسهول الساحلية، والجداول، كما أنه يميل أيضا إلى العيش على قيعان موحلة في مياه هادئة وراكدة من الأنهار، حيث يقضي الأنقليس الرعاد معظم وقته في الصيد.
نجد أن معظم الأنقليس الرعاد تختفي وتعيش في الكهوف والشقوق الصخرية، ونجدها أيضا تحفر في الرمال، فكل هذه السلوكيات تسمح لهم بمفاجأة ومهاجمة فريسته، وكما ذكرنا أن الأنقليس الرعاد يعيش في المياه الموحلة، فهو أعمى في الغالب، ويعتمد كليا على النبضات الكهربائية على مستوى منخفض للتنقل واستكشاف المناطق المحيطة به، وهو من يقوم بإنشاء مستويات أعلى من الجهد ليصعق أو يقتل فريسته أو لحمايته من الحيوانات المفترسة.
غذاء الأنقليس الرعاد
الأنقليس الرعاد هو صياد آكل اللحوم، مما يعني أنه يأكل الحيوانات الأخرى، وهو سمكة بلا أسنان ويجب أن تبتلع طعامها بالكامل، ويستخدم الأنقليس الرعاد وهو حيوان مفترس كبير في موطنه قدرات الصدمات الكهربائية لتحديد موقع فريسته وصعقها، وإذا كان بالكاد يستطيع أن يرى وهو يسبح في المياه العكرة بضعف البصر، فكيف يجد الطعام؟ يستخدم الأنقليس الرعاد الكهرباء بطريقتين، أولا، يصدر صدمات جهد منخفض للغاية (حوالي 10 فولت) ويستخدمها كرادار لتحديد مواقع الكائنات الحية الأخرى، وبمجرد اكتشافه، يمكنه إرسال صدمات أكبر، والتي يمكن أن تصل إلى أكثر من 600 فولت.
تبلغ شحنة الأنقليس الرعاد حوالي ستة أضعاف الجهد الكهربائي النموذجي في المنزل، وإذا سبق لك أن صدمت نفسك عن طريق الخطأ أثناء توصيل شيء ما، فأنت تعلم أن هذا سيكون بمثابة صدمة هائلة، وهذه الصدمة الكبيرة لا تقتل الفريسة، ولكنها تصعقها حتى يتمكن الأنقليس الرعاد من التقاط الضحية المؤسفة وأكلها، وتتغذى صغار الأنقليس الرعاد على اللافقاريات، مثل سرطان البحر والروبيان في المياه العذبة، أما عن الأنقليس البالغ فيأكل البرمائيات، والأسماك، والقشريات، والطيور، والثدييات الصغيرة.
سلوك ثعبان البحر الكهربائي
يستخدم الأنقليس الرعاد الكثير من السلوكيات، فكما ذكرنا أنه يستخدم الصدمات الكهربائية هذه لإصطياد أو تخويف فريسته، والخلايا المسئولة عن هذه الصدمات موجودة في بطنه، وهذه الخلايا التي تنتج الكهرباء تستغرق حوالي 80٪ من جسد الأنقليس الرعاد وتترك 20٪ فقط من جسم الأنقليس لكي تقوم باقي الأجهزة الحيوية بالعمل، فهو بالفعل يحتاج لباقي الأجهزة الحيوية للبقاء حيا أطول فترة ممكنة.
تزاوج الأنقليس الرعاد
من المعروف أن لدى الأنقليس الرعاد سلوك تكاثر غير عادي، ففي موسم الجفاف، يبدأ ذكر الأنقليس الرعاد في إنشاء العش الخاص بالبيض من ريقه، في حين أن أنثى الأنقليس الرعاد تضع بيضها، وتضع أنثى الأنقليس ما يصل إلى 17000 بيضة، ومن المثير للإعجاب أن صغار الأنقليس الرعاد يفقسون من البيض في عش واحد، ويطفو الصغار على سطح الماء بعد أن تصبح يرقات، ويجلبهم تيار المياه إلى نيوزيلندا ومناطق أخرى على الرغم من أن الأمر قد يستغرق 17 شهرا أو أكثر للوصول إلى وجهتهم.
وتتغذى هذه الثعابين الصغيرة بشكل رئيسي على اللافقاريات التي وجدت في قاع النهر، ومن المعروف أيضا عن صغار الأنقليس الرعاد أنه من الممكن أن يلتهموا البيض الذي يأتي من الدفعات الأخرى التي تأتي من بعدهم، ويتراوح متوسط عمر الأنقليس الرعاد من 12 إلى 22 عاما، على الرغم من أن الإناث تعيش عموما لفترة أطول.
أقرأ أيضا - 13 من أخطر أنواع الأسماك في العالم بالصور والفيديو
التهديدات التي تواجه الأنقليس الرعاد، وعلاقته بالبشر
الأنقليس الرعاد وفير في جميع أنحاء مداه، ولكن ليس معنى ذلك أنه يمكن جمعه دون ترخيص علمي، فهناك بعض المناطق التي لديها قوانين صارمة تحظر الهواة من حفظ الأنقليس الرعاد وذلك لأنه يشكل خطرا محتملا على الأسماك المحلية والبشر إذا أرادوا الفرار، والأنقليس الرعاد يعيش حوالي 15 عاما في البرية، ويصل إلى 22 عاما في الأسر، ونجد أن حالات الوفاة البشرية من الأنقليس الرعاد نادرة للغاية، ومع ذلك، يمكن أن يسبب الأنقليس الرعاد صدمات متعددة مثل فشل في الجهاز التنفسي والقلب، وقد تم رؤية بعض الأشخاص يغرقون في المياه الضحلة بعد صدمة كهربائية مذهلة.
حقائق عن الأنقليس الرعاد
1- الأنقليس الرعاد ليس في الواقع ثعابين على الإطلاق:
هو في الواقع من أسماك المياه العذبة، و الأنقليس الرعاد أكثر ارتباطا بسمك السلور، والغرض الرئيسي من استطالة الجسم في الأنقليس الرعاد هو زيادة حجم أعضائه الكهربائية.
2- الأنقليس الرعاد يتنفس الهواء:
تسمح القدرة على تنفس الهواء للأنقليس بالازدهار في البيئات الفقيرة للغاية بالأكسجين مثل البرك والخنادق الراكدة، ويكتسب حوالي 80٪ من الأكسجين عن طريق امتصاص الهواء من السطح، وتتميز البطانات الداخلية لفمه ببنية شديدة التعقيد ذات أوعية دموية تشبه بشكل ملحوظ الجزء الداخلي من رئة الثدييات مما يزيد من مساحة السطح المتاحة لتبادل الغازات.
3- الأنقليس الرعاد مغذيات شفط:
يتغذى الأنقليس الرعاد عن طريق فتح فمه بسرعة، مما يولد شفطا قويا يجذب الفريسة في البداية، وبسبب هذا، فإنه يصطاد فقط الأسماك الصغيرة التي يستطيع ابتلاعها كاملة.
4- الأنقليس الرعاد قادر على استكشاف محيطه دون رؤيته:
من خلال توليد مجالات كهربائية ضعيفة حول جسمه، يستطيع الأنقليس الرعاد اكتشاف الحيوانات والأشياء القريبة، ويعرف هذا باسم تحديد الموقع بالكهرباء، ويسمح له بالعمل بشكل طبيعي في الظلام الدامس أو المياه العكرة مع عدم وضوح الرؤية، مما يمنحه ميزة هائلة على فرائسه.
5- يتواصل الأنقليس الرعاد مع بعضه البعض باستخدام الكهرباء:
يمكن أن يراقب الأنقليس الرعاد ويفسر الفولتية الضعيفة التي ينتجها أعضاء آخرين من نوعه، حيث يمكنه الحصول على معلومات حول لياقتها وجنسها، وحتى التمييز بين الأفراد عن بعضهم البعض.
6- تقع فتحة الشرج لدى الأنقليس الرعاد على ذقنه:
نعم، أنت قمت بقراءة ذلك بشكل صحيح، حيث يعد استخدام الكهرباء أمرا حيويا للغاية للأنقليس الرعاد بحيث يتم تخصيص الغالبية العظمى من مساحة جسمه لأعضائه الكهربائية، وتقتصر جميع الأعضاء الرئيسية الأخرى على 20 ٪ من جسده، وهذا تكوين جسم غير عادي للغاية يؤدي إلى وضع غريب لشرجه تحت ذقنه.
7- الأنقليس الرعاد يمكنه إجبار الفريسة الخفية على الكشف عن نفسها:
من خلال إنتاج جهد عالي من الكهرباء، يتسبب الأنقليس الرعاد في شد العضلات الغير إرادية في فريسة مخبأة في مكان قريب، فهو حساس للغاية للاضطرابات الجسدية في الماء، حتى يتمكن من استخدام حتى أدنى حركة للوصول إلى منزل الفريسة لقتلها.
8- صدمة الجهد العالي أكثر من سلاح للحيوانات المفترسة:
عندما يبدأ الأنقليس الرعاد في هجوم المفترس، فإنه ينتج تسديدة من الجهد العالي للكهرباء عند حوالي 400 هرتز، وتعطل الصدمة الحركة الإرادية تماما في الفرائس القريبة، ولكنها لا تفعل شيئا لإبطاء نشاطها عبر الماء، و بالطريقة نفسها التي تستخدم بها الخفافيش السونار، يستخدم الأنقليس الرعاد ردود الفعل من هذه النبضات الكهربائية السريعة الفائقة لتتبع الأهداف السريعة ذات الحركة بسرعة كبيرة، وإنهاء هجماتها بضربة دقيقة.