قصة الطحان وابنه الحمار هي قصة واسعة الانتشار ، وهي من قصص الاطفال التي تعلمنا ان كل شخص له رأيه الخاص وليس هناك طريقة واحدة يمكن ان نرضي بها جميع الاشخاص ، فتحكي هذه القصة انه " في يوم من ذات الايام ، منذ زمن طويل ، كان يعيش في منزل صغير رجلا بجانب مطحنة يعمل عليها طوال اليوم وكان يعمل بجد شديد ، ولكن في ذات يوم رجع ليلا إلى البيت لزوجته وطفله الصغير بدون مال يكفي لشراء الطعام ،واخذ يفكر انه يمكنه ان يأخذ حماره الي السوق لبيعه ، وبالفعل في صباح اليوم التالي ودع كل من الرجل وابنه زوجته وخرجوا متجهين الي السوق ومعهم الحمار الذين كانوا يأملون كثيرا في بيعه .
وكان الرجل الطحان يقتاد الحمار ببطء شديد، لانه اعتقد انه كلما حافظ عليه في حالة جيدة كلما ما سيكون له فرصة افضل لبيعه ، واذا بهم يسيرون على طول الطريق السريع ، رأوا بعض المسافرين يضحكون بصوت عال عليهم قائلين " ما هذا الجهل ، يختارون المشي علي ارجلهم علي ان يركبوا الحمار ، يا لغبائهم " .
وقتها لم يكن الرجل الطحان يريد ان يضحك عليهم احد ، لذلك اخبر ابنه بالصعود والركوب علي الحمار وهو سيمشي بجانبهم ، ولم يذهبوا بعيدا علي طول الطريق حتي قابلوا ثلاثة تجار ماريين من امامهم وصرخوا قائلين " اين احترام كبار السن ، انها بالفعل لايام صعبة ، يركب الصغير ليترك كبير السن يمشي علي ارجله" .
وعلي الرغم من ان الرجل الطحان لم يكن متعبا، الا انه جعل ابنه ينزل من علي الحمار وصعد مكانه ليركب علي الحمار ، فعل ذلك لمجرد ارضاء التجار لكي لا يقولوا هذا الكلام .
وهم سائرين في طريقهم وعند باب بيت يمرون من امامه رأوا مجموعة من النساء التي تحمل سلال السوق المحملة بالخضروات وغيرها من الاشياء التي يستطيعون بيعها ، واذا باحد النساء تقول " انظروا الي هذا الاحمق ، فهو بلا قلب يركب هو علي الحمار ويترك الفتي الصغير المسكين يمشي حتي نحل قدماه .
هنا شعر الرجل الطحان بالحيرة ، فماذا يفعل لكي لا ينتقده احد ، وقرر ان يركب هو وابنه علي الحمار ، فطلب من ابنه الصغير ان يتسلق ورائه ، واذا بهم ذاهبين في طريقهم الي السوق حتي قابلوا اشخاص اخرين ، واخذوا يصرخون عليهم قائلين "يا لها من جريمة، كيف تقوم بتحميل الحمار كل هذا الحمل الثقيل ، فهذا يفوق قدرته ان يحملكما انتما الاثنين معا" .
بدأ الرجل الطحان يشعر بالغيظ وانهار هو وابنه ، واخذوا يتسائلون ماذا يجب علينا ان نفعل لكي نرضي جميع الناس ، هل نضع الحمار على محمل ونأخذه الى السوق ، ام نرميه في النهر لكي نريح جميع الناس ، وبعد ذلك بوقت قصير، ذهبوا الي السوق حاملين الحمار علي اكتافهم ، وتجمع حشد كبير من الناس ليلقوا نظرة فاحصة على هذا المشهد الغريب .
ولكن الحمار لم يروق له كل ما يجري، فقد جاء الكثير من الناس تشير في وجهه ويضحكون ويصرخون عليه ، مما اثار غضبه بشدة وبدأ بالركل والنهيق، واستطاع ان يفك قيوده ويهبط جاريا للتراجع الي النهر ، فكانت هذه نتائج غير سعيدة بالنسبة للرجل الطحان وابنه ، واستوعب الرجل وقتها انه من المستحيل ارضاء جميع الناس مهما فعل ، وانه قد خسر كل شئ حتي انه خسر حماره .