هذه القصة تحديدا تعتبر من اكثر قصص الاطفال تشويقا ، وتعلمنا الكثير ، فتحكي قصتنا انه كان هناك غابة والتي كان يحكمها اسد ، وكان يحيط بالاسد كل من الفهد والذئب والغراب ، فكانوا دائما في خدمته ، جنبا إلى جنب مع غيرهم من الحيوانات .
وكما كانوا يفعلون هو واصدقاؤه بانتظام، كانوا يتجولون حول الغابة في يوم من الايام ، واذا بالاسد يري جمل على بعد مسافة منه ، وكان هذا الجمل قد خرج عن قطيعه وضاع منهم وهو يبحث عن غذاء لنفسه وسط العشب الاخضر ، وكان الاسد يري الجمل لاول مرة ، فكان بالنسبة له الجمل حيوان لم يسبق له مثيل ، واخذ قائلا لهم "دعونا نذهب ونسأل هذا الحيوان غير العادي ، ماذا أتي به الي هنا " ، ثم اجابه الغراب قائلا بعد ان طار بعيدا ليري ما هو هذا الكائن " ياسيدي يدعي هذا الحيوان جمل ، وهو يعيش في القري المجاورة للغابة ، ولحم هذا الحيوان جيد للغاية كما انه لذيذ ايضا ، ما رأيك سيدي ان تدعنا نقتله ونأكله " ، وهنا الاسد رد علي الغراب قائلا " هذا الجمل لا ينتمي إلى الغابة، لذلك فهو ضيف عندنا ، ولا نستطيع قتله ، وطلب من الغراب والذئب وباقي الحيوانات ان تذهب الي الجمل وتعطيه الامان وانه لن يصابه اي مكروه وان يحضروه اليه " .
وذهبت الحيوانات وفقا لتعليمات الاسد الملك ، وبالفعل ذهبوا إلى الجمل واكدوا له انه في امان وان الاسد امر باحضاره لانه يريد ان يتحدث اليه ، وبالفعل فازت الحيوانات بثقة الجمل ، واحضروا الجمل الي الاسد ، وعندما رأي الجمل الاسد انحني له وروي علي الاسد قصته ، فهو تائه عن مجموعته وانفصل عنهم ، وظل يمشي حتي وصل الي الغابة ، وعندما سمع الاسد كلام الجمل رد عليه قائلا " ايها الجمل المسكين ، انت تريد ان تعود الي قريتك وقافلتك حتي بعد ان كنت تحمل كل هذه الاعباء علي ظهرك ، يمكنك المكوث هنا تحت مملكتي ورعايتي بدلا من الرجوع الي الشقي مرة اخري ، فيمكنك ان تتغذى على العشب الاخضر الوفير الموجود في الغابة دون اي خوف. "
وهنا قبل الجمل هذا العرض، وبدأ العيش مع باقي الحيوانات في سلام ، وفي يوم من الايام ، اصيب الاسد بجروح خطيرة في معركة مع فيل هائج ، وكانت إصاباته خطيرة لدرجة انه لا يستطيع الوقوف او حتي مشي خطوات قليلة، فتوقف عن الصيد وبدأ بعدها النقص في الغذاء ، ومع نقص الغذاء اصبع الاسد اضعف واضعف ، وايضا الحيوانات الذين يخدمونه كانوا يتضورون جوعا لانهم كانوا يعتمدون على الاسد لاطعامهم ، وبدأ يشعرالاسد انه لا يمكنه ان يتحمل بعد الآن، ودعا كل الحيوانات ، قائلا لهم "اذهبوا وقوموا بالعثور على اي حيوان فريسة لان حالتي ضعيفة ولا استطيع الصيد بنفسي ، بهذه الطريقة استطيع توفير الغذاء بالنسبة اليكم ، وايضا بالنسبة لنفسي" .
وتجولت جميع الحيوانات حول الغابة ، ولكن دون اي نجاح فلم يتم العثور على هذا الحيوان الذي طلبه منهم الاسد المريض ، وفي طريق عودتهم، اتت للذئب خطة ، وقال للغراب، "ليس علينا التجول حول الغابة والطعام الجيد امامنا طوال الوقت " ، رد عليه الغراب ماذا تقصد ، قال الذئب هذا الجمل ، يمكن لهذا الجمل ان يوفر لنا الغذاء لنا جميعا ولوقت طويل ، وهنا اجابه الغراب ، في الواقع ان ما تقوله صحيح، ولكن الاسد اكد علينا سابقا ان الجمل سيظل سالم في ظل حكمه ، وانه رفض قتله ، وهنا قال له الذئب ، اترك ذلك الامر لي ، فانا سوف اقوم بالتأثير علي ملكنا الاسد بطريقة او باخري ، وانه سيوافق على اعداد وليمة كبيرة على الجمل ، فعليك الانتظار حتى اعود واقوم بمناقشة الاسد .
وذهب الذئب الي الاسد ، قائلا له "يا سيدي ، نحن قد بحثنا في جميع انحاء الغابة ولكننا لم نتمكن ان نجد حيوان لك ، ولم يأكل اي واحد منا الطعام منذ فترة طويلة فاننا نتمكن بالكاد المشي بشكل صحيح ، وفى ظل هذه الظروف الصعبة ، إذا كنت توافق على قتل الجمل فذلك سيكون امرا جيدا حيث انه سيوفر لنا طعاما لفترة كبيرة ، ويمكن للحمه ان يقوم بتوفير الغذاء بالنسبة لنا جميعا .
وهنا اختلف الاسد مع الذئب قائلا له " عار عليكم ، كيف يمكنني قتل الجمل بعد ان اعطيته الامان علي حياته تحت مملكتي " ، وهنا واصل الذئب كلامه " ياسيدي ، انا اعلم انه سيكون خطأ كبير ان نقوم بقتله لانك اعطيته الوعد بسلامته ، ولكن ماذا إذا كان هو من سيقوم بتقديم نفسه كطعام لك ، في هذا الوقت لن يكون خطأ كبير ، وفي نفس الوقت سيقوم بانقاذنا كلنا من الجوع " ، وهنا رد عليه الاسد وقال له افعل ما هو افضل لنا جميعا .
وبعد ذلك، عاد الذئب إلى الحيوانات الاخرى واعلن "سيدنا الاسد مريض وضعيف، وإذا حدث شيء له، لن يكون هناك من يقوم بحمايتنا ، وقد فشلنا في الحصول على اي حيوان بعد ان تجولنا في جميع انحاء الغابة، والطريقة الوحيدة الآن هو سداد ديوننا للاسد وان نقوم بتقديم انفسنا له ، وبهذه الطريقة فإننا سنقوم ايضا بإنقاذ باقي الحيوانات من الموت ومن الجوع ايضا ، وهنا وقف كل من الحيوانات منحنين امام الاسد واولهم الغراب قائلا " يا سيدي ، لا يمكننا ان نجد حيوان مناسب لطعامك، لذلك انا اقدم نفسي لكي تقوم بأكلي لكي تنقذ نفسك من الجوع."
وهنا قاطعه الذئب قائلا " انت صغير جدا لتوفير اللحم للاسد الملك ، وحتى لو وافق هو علي هذا العرض الخاص بك، فإنه لن يكون كافيا لبقائه على قيد الحياة ، وهنا التف الذئب الي الاسد وقال له " ارجو ان تقبل عرضي بدلا من عرض الغراب " .
وعند سماع الاسد هذا، هز رأسه بالرفض ، وبهذه الطريقة، بدأت الحيوانات الاخرى ان تقدم نفسها للاسد ، ولكن الاسد كان يرفض قبول اي من هذه العروض ، ومع كل هذا كان الجمل يراقب كل هذه الاحداث ، وهنا قرر الجمل ان يقدم نفسه الي الاسد كباقي الحيوانات قائلا " يا سيدي ، لا تحتاج إلى قتل اي من هذه الحيوانات ، يرجى اكلي بدلا منهم ، فانا اريد ان اقدم نفسي لكي اسدد ديوني لك " ، وهنا هلل الحيوانات الاخرى ،وهنا قفز الاسد عليه ، وقام بقتله ، وتم اكله من قبل جميع الحيوانات الاخري .
والحكمة في الواقع في هذه القصة تقول : ان تكون دائما علي اهبة الاستعداد عندما تكون بصحبة الاشرار ، ولا تنخدع بكلماتهم الحلوة .