يفضل قراءة قصص مثيرة للاطفال الصغار حيث انها تجذب انتباههم ويمكن من خلالها معرفتهم للعادات السليمة التى يجب ان يقوموا بها فى حياتهم .
يحكى انه ذات مرة كان يوجد حكيم جاهل يعيش فى معبد فى ضواحى احدى المدن حيث انه لم يتعلم الكثير من العلوم لكن الناس كانوا يحبوه كثيرا ،حيث كانوا يقدموا اليه الكثير من الهدايا والاموال ،وايضا كانوا يقدموا اليه الطعام الكثير ،وكل ذلك حتى ينالوا رضاه ويحصلوا على البركة من الحكيم ،لكن الحكيم كان يقول فى نفسه دائما انه ليس بحاجة الى كل تلك الهدايا والاموال لانه كان يمتلك ما يكفيه من النقود ،وكان الحكيم لا يضع ثقته فى احد ابدا حيث انه كان يحمل امواله دائما معه ولا يتركها فى اى مكان .
وفى احدى الايام عرف واحد من الشباب ان هذا الحكيم الجاهل يمتلك كيس به نقود وهذا الكيس دائما موجود معه لا يفارقه ابدا ، ففكر ذلك الشاب فى خطة يمكن من خلالها ان يخدع الحكيم الجاهل بها ويكسب ثقته ومن ثم يحصل على كيس النقود ،وبالفعل فكر هذا الشاب ان يكسب ثقة الحكيم الجاهل من خلال سحر الحكيم ببعض الكلمات الطيبة الرقيقة .
وذهب الشاب الى المعبد الذى يعيش به الحكيم الجاهل وكان يتساءل فى نفسه :"اذا كان يمكنه العيش مع الحكيم الجاهل فى معبده حتى تكون لديه الفرصة لكسب ثقة الحكيم الجاهل فى اسرع وقت ثم يحصل على كيس النقود وبعدها يترك المعبد " .
وبالفعل اقترب الشاب من المعبد ثم دخل الى الحكيم الجاهل واقترب منه ثم انحنى اليه بخشوع ،ثم قال للحكيم :اننى اريد ان تدلنى على الطريق السليم لكى اعيش فى سلام مدى الحياة ، وابتعد عن كل المضايقات والمشاحنات مع الاخرين .
فاجابه الحكيم :تفضل يابنى ،انت شخص مبارك حيث انك قد لجأت لى لمعرفة طريق كيفية التعايش فى سلام مع الاخرين فى هذا السن المبكر ،وانا سوف ادلك واخبرك بالتأكيد .
وبهذا السؤال الذى سأله الشاب الى الحكيم بدأ يكسب ود الحكيم الجاهل وبدأت تتاح له الفرصة فى كسب ثقة الحكيم ،وبالفعل بدأ الحكيم ان يشرح للشاب كيف يعيش فى امان مع الاخرين وسلام وذلك من خلال تقديم العون والنصيحة الصحيحة اليهم وايضا قول الكلام الطيب باستمرار .
فرد الشاب على الحكيم حاضر ياسيدى سأفعل كل ما أمرتنى به ،لكننى اريد ان اطلب منك طلب ، فرد الحكيم الجاهل وقال :ماذا تريد ايها الشاب ؟ فرد عليه الشاب : اريد ان اقضى ولو ليلة واحدة فى هذا المعبد حتى اتأمله ،فاجابه الحكيم الجاهل بكل تأكيد يمكنك البقاء معى هذه الليلة .
وعندما حل المساء بدأ الحكيم الجاهل ان يقوم ببعض الطقوس اليومية فقام الشاب بمساعدته ،وبهذا العمل اثبت الشاب للحكيم الجاهل انه تلميذ مطيع حيث قام الشاب بغسل رجل الحكيم الجاهل ويديه وايضا قام بمساعدة الحكيم الجاهل فى تنظيف المعبد ،وعلى الرغم من كل تلك المساعدات التى قدمها الشاب للحكيم وان الحكيم الجاهل كان سعيدا بالشاب جدا وباعماله الا ان الشاب لم يستطيع كسب ثقة الحكيم الجاهل في البعد حقيبته .
وبسبب ان الحكيم كان سعيد بوجود الشاب معه فى معبده فقد سمح للشاب البقاء فى المعبد بعض الايام ،ومع مرور الايام بدأ الشاب يشعر بالاحباط بالنسبة للخطة التى كان يتبعها لان الحكيم الجاهل لا يثق به ولا بأى احد من الاشخاص ،ولكن فى احدى الايام كان الحكيم الجاهل ينوى زيارة صبى صغير من اقاربه وعندما علم اهل الصبى بذلك اقاموا احتفالا كبيرا لمجئ الحكيم اليهم ،ودعا الحكيم الشاب الذى يعيش معه الى حضور هذا الحفل معه وقضاء بعض الوقت مع اقاربه ،فشعر الشاب المخادع ان تلك هى الفرصة الوحيدة للاستيلاء على كيس النقود الذى يملكه الحكيم الجاهل ،فوافق ورحب كثيرا بحضور ذلك الاحتفال .
وبالفعل حضر الشاب المخادع الاحتفال الكبير ثم عندما جاء الظلام غادر الحكيم ومعه الشاب المخادع الى المنزل الذى سيقضوا فيه الليل ،ثم دخل الحكيم الى الحمام لكى يغتسل وفى هذا الوقت توصل الشاب المخادع الى كيس الاموال وبالفعل اخذه وهرب بعيدا دون ان يشعر به الحكيم ،وعندما خرج الحكيم من الحمام بحث كثيرا عن كيس النقود لكنه لم يراه فعرف ان الشاب الذى كان معه كان يخدعه كل هذه المدة فحزن كثيرا وقال فى نفسه : لا يجب ان اثق تماما في اي شخص لا اعرفه حتى لا اقع في مشاكل بسبب تلك الثقة .