روبنسون كروزو كان شابا يحب الابحار الى بلاد بعيدة ، فكان شابا مغامرا ، ولكن والده لم يوافق دوما علي ان يعمل روبنسون كروزو كبحار ، وبالرغم من ذلك فقد سمح له ان يقوم باتخاذ القرارات الخاصة به ، فلم يستطع الاب ان يمنع ولده من ان يصبح بحارا .
وبالفعل ذهب روبنسون كرزو في رحلته الاولى وهو في سن التاسعة عشرة ، ولكن مع الاسف كانت رحلته الاولي كارثية ، فقد كان هناك عاصفة شديدة وتحطمت السفينة تماما بكل من عليها ما عدا روبنسزن كروزو ،فقد نجا باعجوبة ، ورفض روبنسون كروزو العودة الي المنزل مرة اخري ، وقرر ان يذهب الي البرازيل ، واصبح يمتلك مزرعة هناك وعمل كمزارع لفترة من الوقت استطاع فيه ان يقدم الكثير من الاموال الي البرازيل ، فكان يعيد استثمار الاموال في شركات واعمال خاصة به .
حتي جاء يوم من الايام ، وقرر روبنسون كروزو الذهاب الي افريقيا لكي يستكمل اعماله التجارية هناك ، وهو في طريقه الي هناك ، تعرضت سفينته الي عاصفة اخري تشبه العاصفة الاولي ، ولكنها هذه المرة كانت العاصفة اشد قسوة ، فتحطمت سفينته تماما ، ونجا روبنسون كروزو ولكنه كان الناجي الوحيد علي جزيرة غير مأهولة باي سكان .
اخذ روبنسون كروزو يستكشف الجزيرة لكي يجد اي علامة على وجود حياة انسان سابقة ،ولكن كل هذا كان دون اي جدوي فلم يكن هناك اي شيء علي الجزيرة ، وبصعوبة كبيرة، بني روبنسون كروزو منزل له وبدأ في زراعة الارز والشعير وساعده علي ذلك خبرته في مجال الزراعة ، وبدأ باصطياد الماعز البري ليستمتع بلحومه ، وقام بترويض عدد لا بأس به من الماعز لكي يشرب من حليبهم .
ستة وعشرون عاما مرت بهذه الطريقة ، ظل فيهم روبنسون كروزو وحيدا دون اي ونيس له ، فكان دوما يتمني لو ان يكون لديه شريكا ، وفي يوم من الايام ، رأي روبنسون كروزو آثار اقدام على الشاطئ ، ولكنه بدلا من ان يكون سعيدا ، كان روبنسون كروزو خائفا ، فظل وحده كل هذه السنوات وقد اعتاد ذلك .
كان روبنسون كروزو قد صنع اسلحة حادة لكي تحميه ويدافع بها عن نفسه ضد اي هجوم ، ومرت عدة ايام لم يري فيهم روبنسون كروزو اي اثر اخر لوجود احد علي الجزيرة ، وفي ليلة من ذات الليالي رأي روبنسون كروزو نحو عشرة رجال ، وكانوا هؤلاء الرجال من اكلي لحوم البشر جاءوا من جزيرة قريبة ، وبعد بضعة ايام غادر اكلي لحوم البشر من الجزيرة ، وشعر روبنسون كروزو بالآمان لانهم رحلوا ولكنه كان يعلم انهم سيعودون ثانية .
وفي صباح احد الايام رأى روبنسون كروزو حطام سفينة علي شاطئ الجزيرة ، فركض اليها مسرعا ، وكانت هذه السفينة اسبانية وكان يوجد فيه احد الناجين مازال علي قيد الحياة ، كان رجلا في منتصف العمر ، اخذه روبنسون كروزو الى كوخه، وقدم له بعض الطعام والماء حتي يقوم باسترداد عافيته مرة اخري ويتحسن وضعه الصحي .
اطلق روبنسون كروزو علي هذا الرجل اسم " جمعة " حيث انه عثر عليه يوم الجمعة ، وبدأ هذا الرجل الذي يدعي جمعة يساعد روبنسون كروزو ويكون عونا له ، بالرغم من انه لم يكن يتكلم باللغة الانجليزية ،الا انه مع الوقت استطاع ان يتعلم بضع كلمات من روبنسون كروزو تجعله يستطيع ان يتواصل جيدا مع الاخرين .
وفي صباح احد الايام، بحث روبنسون كروزو عن صديقه ولكنه لم يجده ، فشعر انه من الممكن ان يكون في خطر ، او انه وقع تحت ايدي اكلي لحوم البشر ، فذهب روبنسون كروزو للبحث عن صديقه جمعه ، وبالفعل عثر عليه ، وكان اكلي لحوم البشر علي وشك قتله ، اندفع روبنسون كروزو بينهم واطلق النيران عليهم كلهم وقتلهم ، وقام بانقاذ صديقه جمعه .
عثر كل من روبنسون كروزو وصديقه علي القارب الخاص باكلي لحوم البشر وقرروا وقتها ان يبحروا سويا الي البرازيل ، حيث ان روبنسون ترك عمله هناك ، وبالفعل حملوا ما يكفي من الغذاء والمياه وبدأوا في الابحار الى البرازيل ، لم يصدق روبنسون كروزو نفسه فقد قضى خمسة وثلاثين عاما في هذه الجزيرة وحيدا ، ولم يكن لديه اي امل في انه سيرجع يوما ما ، وصل كل من روبنسون كروزو وصديقه جمعه الي البرازيل ، واستكمل روبنسون كروزو الاعمال التجارية التي تركها وراءه ومعه صديقه الجديد .