الكلاب هي أفضل صديق للانسان وهذا شئ لا يمكن إنكاره، وفي الواقع ان تاريخ الكلاب يعود لقرون ، فنجد كل سلالة فردية لديها تاريخ فريد من نوعه يشرح أصولها المحددة وخصائصها من حيث الحجم، والمزاج، والفراء ، ولكن جميع انواع الكلاب تشترك مع بعضها في تاريخ مشترك يعود الى أسلافهم القدامي وهم الذئاب.
ومن المثير للدهشة ان الكلاب والذئاب متقاربين بنسبة 99٪ في التركيبة الجينية الخاصة بهم، والأدلة الأثرية تدعم حقيقة أن الذئاب كانوا هم اسلاف الكلاب القدامي من قبل أكثر من مائة ألف سنة .
وقالت هذه النظرية ان الذئاب كانت وحيدة وكانت من الجراء المهجورة وقامت باختيار قبائل الإنسان للحصول على الرعاية والرفقة ونتيجة للتعاطف الإنساني ظهر شعب عريق يحب رعاية الحيوانات، وبذلك، اكتشف الانسان قدرة هائلة عند الكلاب وهي الترابط والولاء، والتي تم استغلالها بعد ذلك في الخدمات ، فقاموا باستخدام الكلاب في الحراسة والصيد.
وهناك العديد من الأساطير التي تزعم العلاقة بين الذئاب والكلاب ، فهناك اسطورة رومانية تقول ان اصل الكلب حاليا يرجع الي ذئب رضيع خلفته امه وكان هو اخر ذئب صغير تم رعايته وتطور الى ان وصل الى ما هو عليه حاليا الكلب .
وعلى مر القرون، قد واصلت الشعوب القديمة إيجاد الذئاب المفقودة، ويمكن ان تكون نتيجة لقتل الصيادين لابائهم ، وفي نهاية المطاف نجد انه اصبح هناك عدد كبير من الذئاب المستأنسة بما يكفي لتشجيع الانسان علي تربيتهم كحيوانات اليفة .
وتدريجيا بدأت ظهور صفات جديدة في هذه السلالات التي تمت تربيتها ، وبدأ الانسان يتعايش تدريجيا مع هذه الحيوانات الموجودة وبدأت هذه التربية المتخصصة، التي تنطوي على الأنواع المختلفة للذئاب على مدى قرون، مما أدى إلى سلالات الكلاب الموجودة اليوم.
خصائص الذئب متشابهة بخصائص الكلاب :
الكلاب الحديثة ما زالت تحتفظ بخصائص مثل الذئاب، بغض النظر عن حجمها أو سلالتها، وعلى الرغم من أن درجة هذه الصفات تختلف مابين السلالات المختلفة الا انه من الواضح أن هناك بعض الخصائص الأكثر وضوحا في سلالات معينة .
تشمل خصائص الكلب الذئب :
تشابه السلوك :
الكلاب بطبيعتها تتطوق الي الزعامة ، ونفس الشئ في الذئاب ايضا وعادة ما تكون أكثر راحة وهي في مجموعات هرمية.
العلاقات المهيمنة والمطيعة :
قد تكون لغة الجسد، والمواقف، والسلوكيات هي من تملي العلاقات السائدة وتوضح من هو المهيمن فعلي سبيل المثال كلب تتدلى رأسه وذيله عندما يوبخ.
العدوانية والاقليمية :
الكلاب تسعى بطبيعة الحال الى حماية ما لديهم او ما يطالبون به، تماما مثل الذئاب التى تسجل صيد معين أو تدافع عن أرض الوطن، وهذا العدوان والاقليمية يمتد إلى الغرباء او الزوار الجدد أو عند مطاردة اي دخيل ، وكذلك عند حراسة الطعام.
التنشئة الاجتماعية :
كل من الذئاب والكلاب تلعب دورا اجتماعيا هام في تعزيز علاقاتهم ، فضلا عن الكمال في مهارات الصيد وهذه علامة حاسمة علي تشابه التنشئة الاجتماعية فيما بينهم.
المطاردة :
كل من الذئاب والكلاب يقومون بمطاردة فرائسهم ، فالغرائز الموجودة في كل منهما تشجع علي هذه المطاردة التي قد تؤدي إلى وجبة أخرى ، والكلاب تقوم بعرض هذه الغريزة ولكن بشكل مختلف ، ففي كثير من الأحيان تقوم الكلاب بمطاردة السيارات والدراجات، أو أي شيء يهرب من امامهم ، علي الرغم من ان نواياهم علي عكس الذئاب ليست افتراسية.
الهروب :
عند الخوف، تقوم الذئاب بالفرار بشكل طبيعي لحماية أنفسهم ، والكلاب ايضا تفعل ذلك ، وحتي انها تفعل ذلك عند سماعها لصوت عال، او ضوضاء غير معروفة مثل الألعاب النارية، والمكانس الكهربائية، والرعد، والتي يمكن أن تكون فعلا من المخاطر.
الاصوات :
كل من الذئاب والكلاب يكونون متشابهين في الاصوات ، حيث انهم في اوساط العصر الجديد قاموا بعمل تقنية علاجية شعبية عن طريق الاستماع إلى هدير الذئب او عوائه ونباحه ، وكذلك الكلاب تعبر عن الكثير من المشاعر بالعواء والنباح لجذب انتباه صاحبها، وتنبيههم باي خطر، أو للتعبير عن مشاعر مثل الفرح والغضب والخوف.
في الواقع ان كل هذه الخصائص تدعم نظرية تاريخ الكلب المرتبط بالذئاب ، وبعد ان تم فحص مجموعات فردية من الكلاب، تبين ان هناك سمات محددة مناسبة لأغراض معينة وتم تقسيمها الي مجموعات ، منها:
مجموعة تاريخ الكلب :
من المعروف انه تم تهاجن الذئاب لخلق سلالات جديدة ذات خصائص معينة، وكل مجموعة كانت تولد كان لديها تاريخ مختلف قليلا ،وبالنسبة لأي مربي حيوانات حديث فانه سيقوم باختيار أفضل الكلاب لإنتاج جراء يشمل صفات أفضل من الكلاب والذئاب معا، اما عن مربي الحيوانات القديم فهو يستخدم تقنيات مختلفة حيث انه يختار السلالات التي تبدو انها مشابهة للذئاب لتعزيز مجموعة واسعة من الكلاب متشابه لهم.
مجموعة الكلاب الرياضية :
الكلاب الرياضية عادة ما تكون خفيفة الحركة ، وايضا تكون أطرافها أطول، ومستويات طاقتها عالية، وهي ايضا تكون ذات أصوات هادئة (حتى لا تخيف الفريسة)، ولديها قدرات استرجاع، وهذه الخصائص ايضا يمكن العثور عليها في الكثير من الذئاب، وقد نشأت العديد من هذه السلالات في أوروبا الغربية خلال القرون الماضية .
مجموعة كلاب الصيد :
تربى كلاب الصيد للصيد، ومن امثلة هذه الكلاب كلب البيجل وهو من الكلاب البوليسية وهو يصدر صوت مرتفع بشكل خاص، ولديه نفس خاصية الذئب وهي الحماس والتردد، واليوم، بعض سلالات الكلاب تتمتع بتاريخ مليئ بالعمل النبيل في إنفاذ القانون وحمايته.
مجموعة الكلاب العاملة :
هذه السلالات بما فيهم كلاب دوبرمن ، وروت فايلر هم ما يطلق عليهم الملاكمين ، وهذه الكلاب ولدت لتكون قوية، وهي قادرة على مهام تتميز بالقوة ولديها القدرة على التحمل ، وصفات القوة هذه من السهل أن تجدها في الذئاب البرية ، فيضم التاريخ فريق الكلاب العاملة في الانقاذ الجبلي وكانت هناك العديد من السلالات تستخدم لسحب الزلاجات في المناخات الشمالية.
مجموعة كلاب الرعي :
كلاب الرعي علي الأرجح نشأت في مناطق السهول المفتوحة والتي بها خصائص جغرافية أخرى مناسبة للحفاظ على قطعان الحيوانات الكبيرة مثل الأغنام والأبقار، وتتميز هذه السلالات بخفة الحركة والسرعة، ولديها الاستخبارات اللازمة للسيطرة على أعداد كبيرة من الحيوانات الأخرى ، ومن المعروف ايضا أن الذئاب تقوم برعي فرائسها، وإجبارهم علي السير نحو فخ أو نحو منطقة حيث يكون فيها الهجوم أكثر احتمالا للنجاح.
تجارب قد تكون ناجحة علي تاريخ الكلاب :
تاريخ الكلاب قد يكون مستمر حتي يومنا هذا ، فيقوم حاليا مربين الحيوانات الاليفة بالجمع بين سلالات الكلاب المعروفة لهذه التجربة مع الصفات والخصائص المختلفة لخلق حيوانات أليفة مرغوب فيها اكثر ، فعلي سبيل المثال يحاولون المجئ بسلالة لا تسبب الحساسية ، وبالطبع ستكون هذه أكثر جاذبية للأفراد الذين يعانون من الحساسية القوية، فيجري تعزيز أسلاف مختلطة لكي تولد سلالات جديدة تظهر أفضل الصفات لكل من السلالات الأصلية.
ملخص عن تاريخ الكلاب :
تاريخ الكلاب غني ومتنوع ، وجميع الكلاب نشأت من الذئاب الأجداد، ولكن تربيتهم المتأنية خلقت عشرات من السلالات المتميزة التي تسلط الضوء على الخصائص المرغوبة في الحيوان الاليف ، والمربين الحديثين مستمرين لهذا التاريخ لخلق مجموعات من السلالات الجديدة التي يتم قبولها من قبل المنظمات المهنية ، فالحيوانات الاليفة الجديدة لها شعبية خاصة.
