يبحث الكثير من الاطفال في سن المدرسة عن قصص الاطفال القصيرة من اجل التسلية وتعلم الكثير من القيم والاخلاق المفيدة والايجابية لمساعدتهم في اكتساب هذه الاخلاق والقيم النبيلة ، ومن افضل قصص الاطفال القصيرة قصتنا اليوم وهي قصة الكلب توم الشجاع الذي يساعد الاخرين حتى لو اساءوا له من قبل .
منذ سنوات عديدة، عاش كلب يدعى الكلب توم ، وكان الكلب توم تتبناه عائلة ثرية حيث كانوا يطعمونه جيدا وكانت صاحبته سيدة تدعي ياسمين ، كانت تحبه كثيرا ، وفي المقابل عاش توم داخل المنزل وحاول قصارى جهده لحراسة منزل سيدته ، فكان كلما كان يأتي لص داخل المنطقة المجاورة، كان الكلب توم يقوم بالنباح بصوت عال ويفعل كل ما في وسعه لتخويف اي شخص يقترب من منزل سيدته ، لذلك كان هو من بين الحيوانات الاليفة المميزين التي تمتلكها سيدة هذا المنزل .
وفي ليلة من ذات الليالي ، عندما حل الليل ، كان الكلب توم ينام على بطانية لطيفة داخل بيت الكلب المخصص له، وكان كل يوم يوٌضع امامه طعام كثيرا وفي اي وقت من الاوقات ، وكانت باقي الكلاب تشعر بالغيرة من حبها وتمييزها لهذا الكلب ، فكانوا بين الحين والآخر، يقومون بالنباح من خارج ابواب منزل الكلب توم وكانوا يقومون باستفزازه كثيرا ، وفي المقابل لم يقابل الكلب توم هذا بانزعاج شديد بل بالعكس قابله بالتجاهل ، فقد كان يكتفى الكلب توم بقول هذا لنفسه كثيرا " هؤلاء الكلاب الفقراء، لديهم حياة بائسة ويناضلون كثيرا من اجل الحصول على الطعام ، بينما انا محظوظ جدا ، لذلك لا يجب ان اصرخ عليهم واضيف هما الى بؤسهم" ، اختار الكلب توم ان يسكت ولا يرد على نباح الكلاب الاخري واستفزازهم له ، وذهب لكي يستكمل عمله، وتحول الى كلب اصم كي لا يستمع الى نباحهم له ولا الشتائم التي كانوا يطلقونه عليه .
وفي احد الايام، بينما كان الكلب توم يمشي مع سيدته ، وجد الكلب توم بعض الاولاد الصغار كانوا يلقون الحجارة على نفس تلك الكلاب الذين اهانوه كثيرا ، وقاموا بحشر الكلاب في مكان واحد مما جعلهم محبوسين لا يستطيعون الذهاب الى اي مكان ، رأهم الكلب توم فكان العديد من هؤلاء الكلاب ينزف وينبح ومنهم من كان يحتج ، ولكن لم يتركهم الاولاد الصغار يذهبون الى حال سبيلهم ، واخذوا حجارة اكبر ليجعلون الامر اكثر متعة ، وكانت الكلاب لا حول لها ولا قوة .
شعر الكلب توم في ذلك الوقت انه لا يمكنه ان يصبح اصم كما كان ، فقد كان يتمتع بجسم قوي ، وكان له صوت قوي جدا ، وكان يعلم جيدا انه يمكنه ان يخيف الاولاد ، وبالفعل تمكن من فك القيود التي بيد سيدته وركض نحو الاولاد ، وفاجأ الاولاد بنباح رهيب ، وعند رؤيته للكلاب وحالتهم المزرية جمد الدم في عيني توم ، وتعرت مخالبه وقفز تجاههم، وهنا قام الاولاد الصغار بالهروب باسرع ما يمكنهم ، واخذ يساعد الكلاب المجروحين قائلا لهم " انهضوا ولا تخافوا لن يزعجكم احدا بعد الان ، انتم في امان" ، وعاد مسرعا الى سيدته .
شعرت سيدته بالفخر لما فعله كلبها الشجاع ، وفي تلك الليلة، رأت سيدة الكلب توم مشهدا غريبا ، فقد رأت الكلاب الذين انقذهم توم في الصباح متجمعين قرب بوابات منزلها، وبدا لها انهم يقولون شيئا لكلبها ، ربما يشكرونه على شجاعته وعلي مافعله من اجلهم .
ومنذ ذلك اليوم، اصبح الكلب توم والكلاب الاخري اصدقاء، واستطاع توم ان يتغلب على كراهيتهم له ، وبدلا من الكراهية حصل على الحب والاحترام والاعجاب وكل هذه الاشياء لا شيء على وجه الارض يمكنه شراؤهم ، وهنا المغزي من هذه القصة هو ان يجب عليك ان تكن خيرا للجميع حتي ولو كانوا اعدائك .