كان العلاج بالعسل للجروح والحروق شائع منذ آلاف السنين قبل استخدام المضادات الحيوية، فماذا عن اليوم؟ هل ما زال العلاج بالعسل مفيد في هذا العصر الحديث؟
-تاريخ العلاج بالعسل
قد استخدم العلاج بالعسل لتضميد الجروح منذ سنوات عديدة وذلك لخصائصه العلاجية في الشفاء، وقد ذكر الله عز وجل ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" أى العسل، وقد سجلت فوائده في كتب العهد القديم والجديد والكتب القديمة الأخرى، واستخدم المصريون عادة العلاج بالعسل للجروح والحروق واضطرابات المعدة ولبعض الأمراض الأخرى، وقد ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ذلك في بعض الأحاديث حيث قال" عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن " وقد اعتاد الناس استخدام العلاج بالعسل في الصين القديمة والهند وبلاد فارس واليونان وبعض الدول الأخرى لعدد لا يحصى من أغراض الشفاء، أما في التاريخ الحديث فقد استخدم العلاج بالعسل أثناء الحروب الأهلية، حيث تم مزج العسل مع الفلفل الحريف ووضعه على الجروح، فيعمل العسل كمضاد حيوي، والفلفل الحريف يساعد في وقف النزيف.
-الدراسة
شملت هذه الدراسة حوالي 100 مريض على مدى عدة شهور، حيث قد غطت الحروق لا يقل عن 40% من أجسادهم، وقد تراوحت أعمار المرضى من ثلاث سنوات الى 65 سنة، واخذت الموافقة من جميع المرضى أو أولياء أمورهم في حالة الأطفال الصغار، وقد تم تقسيم المرضى عشوائيا الى مجموعتين، المجموعة الأولى العلاج بالعسل باستخدم ضمادة العسل على الحروق، والمجموعة الأخرى استخدمت ضمادة من سولفاديازين الفضة والشاش.
قد استخدم العلاج بالعسل الخام بدون أي تخفيف في حالة المجموعة الأولى، وتم تنظيف الحروق بمحلول ملح طبيعي قبل وضع الضمادات، وكل يوم كانو يقومون بتنظيف الجروح وتغيير الضمادات، وفي كل مرة يقومون بتغيير الضمادات يتم فحص عدوى الجروح ويتم رصد الشفاء وتسجيلها.
-نتائج العلاج بالعسل
كانت نتائج الدراسة مذهلة، حيث أن مجموعة المرضى الذين استخدمو ضمادات العلاج بالعسل قد شفيت الجروح بشكل أسرع والعدوى أقل بكثير مع زيادة التئام الجروح، كما أن مجموعة العسل قد عانو من ألم أقل من المجموعة التى قد استخدمت ضمادات سولفاديازين الفضة، والمجموعة مع ضمادات سولفاديازين الفضة قد عانو من عدوى متكررة، وقد أظهرت المجموعة التي استخدمت العلاج بالعسل تحسن أكثر بكثير من المجموعة التي استخدمت سولفاديازين الفضة في خلال الفترة من (7-14) يوما، وما هو أكثر من ذلك، مجموعة العلاج بالعسل لم تظهر عليهم أي مؤشرات على وجود حساسية أو تهيج من العلاج بالعسل.
كانت نتائج معدلات الشفاء على النحو التالي:
1-العلاج بالعسل: بعد سبعة أيام كانت قد التئمت الحروق بنسبة 16%، وبعد 14 يوما كانت قد التئمت الحروق بنسبة 90%، وبعد 21 يوما كانت الحروق قد التئمت بنسبة 100%.
2-سولفاديازين الفضة: بعد سبعة أيام كانت الحروق قد التئمت بنسبة 8%، وبعد 14 يوما كانت قد التئمت بنسبة 52%، وبعد 21 يوما كانت نسبة الإلتئام حوالي 100%.
وبالإضافة الى ذلك بلغ متوسط الإقامة في المستشفى لمجموعة العسل حوالى 22 يوما في حين كان متوسط بقاء مجموعة سولفاديازين الفضة 32 يوما.
-لماذا العلاج بالعسل فعال؟
لماذا العسل فعال جدا لشفاء الجروح والحروق، هذا يرجع الى جودة العسل الطبيعية كمضاد حيوي، التي تمنع البكتريا من النمو، وعندما يوضع العسل على الجروح يعمل كحاجز لمنع أي من الملوثات الدخول الى الجرح، والعسل أيضا يعمل كمضاد للأكسدة الذي يساعد في الشفاء.
اذا كنت ترغب في استخدام العلاج بالعسل في الجروح والحروق فيجب التأكد من حصولك على العسل الخام.
كيفية العلاج بالعسل ؟
عند وقوع حادث، يجب تنظيف الجرح جيدا لإزالة أي ملوثات، ثم ضع طبقة رقيقة من العسل الخام على الجرح أو الحرق في أقرب وقت ممكن، ثم ضع على الجرح أو الحرق ضمادة معقمة، كرر التنظيف وضع العسل يوميا وتغيير الضمادة حتى يتم الشفاء تماما.