العديد من الحيوانات التي تعيش في أعماق البحر المظلم تخضع إلى الخرافات ، وسرطان البحر لا يختلف كثيرا عنهم ،فتأتي الكثير من الاعتقادات التي تقول ان سرطان البحر سيكون خالد لولا ان الصيادين يقومون بصيده او الحيوانات المفترسة الجائعة تقوم بأكله.
فتقول العلماء ان سرطان البحر يحتوي على مادة كيميائية تجعل منه "خالد بيولوجيا" وهذا سر الحياة الأبدية لديه ، ويعتقد العلماء على الرغم من أنه لا يزال عرضة للموت بسبب المرض أو الهجمات، الا انه يمكن لسرطان البحر ان يعيش نظريا إلى الأبد.
والسبب من وجهة نظر العلماء ان هناك إنزيم يعرف باسم التيلوميريز يمنع الحمض النووي في خلايا سرطان البحر من التلف كما يتم نسخها من جديد ، وهذا ما استغربه العلماء وخاصة ان كل الخلايا في المخلوقات الحية تموت وتستبدل، وتنتهي بخيوط من الحمض النووي المعروفة باسم التيلوميرات .
ويعتقد العلماء أن التآكل التدريجي للحمض النووي في الخلايا يكون هو سبب الشيخوخة الجذري ، ويصبح الحمض النووي في نهاية المطاف سيئا للغاية وتالف لنسخ خلايا اخري ، اما عن التيلوميراز فهو يمنع هذا الحمض النووي من التلف عن طريق إصلاح التيلوميرات، وهذا يعني أن الخلايا يمكن نسخها مرارا وتكرارا.
وسرطان البحر هو تماما مثل معظم الكائنات الحية الأخرى، لا يمتد الي حياة طويلة بشكل غير عادي ، فهناك ايضا جراد البحر الأمريكي الذي يمكن أن يعيش إلى 100 سنة على الأقل، وهو يزيد خمسة أضعاف عن العمر الافتراضي لجراد البحر الكاريبي الذي يعيش حتي 20 عاما.
وفي الواقع ان العلماء تقول ان درجة حرارة الماء تفسر هذا الفرق في العمر ، فعندما يكون جراد البحر في المياه الدافئة، مثل منطقة البحر الكاريبي، يكون لديهم أيض أسرع، على العكس من ان يكونون في الماء البارد، فالأيض وقتها لديهم يكون أبطأ.
لذلك نجد ان سرطان البحر الأمريكي الذي يعيش في مياه المحيط الأطلسي الباردة قبالة الجزء الشمالي من الساحل الشرقي تساعده البيئة في إبطاء عملية التمثيل الغذائي، مما يسمح لعمره في ان يمر ببطء ويعيش لفترة أطول، طالما أنه يهرب من الحيوانات المفترسة والمرض والصيادين.
اسطورة الخلود :
لدي سرطان البحر قدرة خاصة قد اطلقوا عليها أسطورة الخلود ، واضاف أساتذة في العلوم البحرية في جامعة فلوريدا الدولية ان هذه القشريات الكبيرة لا تتوقف ابدا عن النمو، على الرغم من أن المعدل الذي تنمو به مع التقدم في السن يعتبر منخفضا نوعا ما .
والصيادين قاموا بالتقاط سرطانات بحر يصل عمرهم ما بين 4 الي 18 شهر ويزنوا حوالي 1 رطل (0.5 كجم)، ولكن بسبب انها لا تتوقف ابدا عن النمو، فيمكن لسرطان البحر الأمريكي القديم ان يزن الي ما يصل الى 25 رطلا (11 كيلوجرام ).
وعلى الرغم من العديد من الكائنات الحية الأخرى، بما في ذلك البشر، يتوقفون عن النمو عند بلوغهم سن الرشد، الا ان هناك نمو غير محدود قد يكون مشترك بين القشريات وغيرهم من الجماعات، مثل الاوز و براغيث الماء المعروفة باسم الغار ، بل وبالاضافة الي ذلك، يمكن ان يتكاثر سرطان البحر في سن الشيخوخة، وهي ميزة قد لا تجدها دائما في غيرها من الحيوانات ، وفي الواقع ان العلماء يرون ان التزاوج في سن الشيخوخة هذا يمكن فعلا أن يكون مفيدا ، حيث ان اناث سرطان البحر الكبار في السن يكون لديهم خبرة جيدا في كثير من الأحيان فهم يفضلون السفر الي أبعد مسافة من البحر لاطلاق سراح بيضهم ، على عكس سرطانات البحر الشابة التي هي عادة ما تضع بيضها أقرب إلى الشاطئ، حيث يوجد هناك المزيد من التلوث والرواسب، التي يمكن أن تخنق البيض.
كم عمر سرطان البحر :
سرطان البحر ليس خالدا ، لكنه ما زال من الصعب معرفة سنه الحقيقي ، فهذه المخلوقات فقدت شعرها، وتركت أي شيء تقريبا وراءها يمكن من خلاله الكشف عن عمرها الحقيقي ، وخلال السنوات القليلة الماضية، قد اكتشف الباحثون أن سرطان البحر له أسنان في بطونه والتي لا تزال مستمرة في النمو في كل من الصفوف ، وهذه الأسنان لديها خطوط تشبه حلقات الأشجار، والتي يمكن أن تساعد في معرفة عمر سرطان البحر.
والباحثون قاموا بتحديد كيفية تشكيل هذه السطور، وما إذا كانت درجة حرارة المياه تؤثر علي مظهرهم أو معدل نموهم فعليا ام لا ، فعلى سبيل المثال، إذا كان سرطان البحر يقضي وقتا على قمة جبل بحري (جبل تحت الماء) حيث تكون الماء هناك أكثر دفئا، ثم يعود إلى الماء البارد في قاع المحيط، فان هذا يفعل تأثير علي حلقات نمو الأسنان.