كان توني بلير زعيم حزب العمال البريطاني ما بين عامي 1994 - 2007 ، واصبح رئيس وزراء المملكة المتحدة ما بين عامي 1997 - 2007 .
ملخص عن حياة توني بلير :
ولد توني بلير يوم 6 مايو، عام 1953 في ادنبرة، اسكتلندا ، وفي عام 1994، اصبح اصغر زعيم لحزب العمال ، وفي عام 1997، حلف اليمين الدستوري كرئيسا للوزراء في المملكة المتحدة ، وقام بتنحيه عن منصبه كرئيس للوزراء وترك منصبه كزعيم لحزب العمال في عام 2007 ، وفي السنوات الاخيرة، اتهمته الصحافة بتهمة محاولة الحفاظ على فضيحة قرصنة الهاتف .
سنوات توني بلير الاولى :
ولد انتوني تشارلز لينتون بلير ، رئيس الوزراء السابق لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية، يوم 6 مايو 1953، في ادنبرة ، اسكتلندا، وعلى الرغم من انه ولد في اسكتلندا، الا انه امضى افضل جزء من طفولته في درم، حيث حضر مدرسة شوريستر ، كان والد بلير، ليو تشارلز بلير، المحامي البارز المعروف الذي رشح نفسه للبرلمان باعتباره مسئول عن حزب المحافظين في عام 1963 ، وعندما كان توني بلير لديه عشر سنوات ، اصيب والده ليو بسكتة دماغية قبل الانتخابات، مما جعله غير قادر على الكلام ، وهذه المحنة علمت توني واشقائه، التكيف مع الصعوبات المالية العصيبة والدفاع عن انفسهم ، ومنذ سن مبكرة كان كل من بلير واخوه الاكبر بيل وشقيقته الصغرى سارة مجبرون على السير على خطى والده ويوم وتحقيق اهدافه السياسية التي اضطر والدهم التخلي عنها .
واظهر بلير في شبابه انه قد ورث موهبة اجداده البيولوجية في النشاطات الترفيهية ، ففي سن المراهقة، عندما كان هو وعائلته عائدين الى ادنبره، اشترك في الاستعراضات التي اقامتها كلية فيتيس، وعندما كان طالبا في كلية سانت جون في جامعة اكسفورد، كان بلير هو المغني الرئيسي في فرقة روك .
وبعد الانتهاء من الدورات الجامعية، جدد بلير التزامه التالي نحو مسار والده الوظيفي، والتحق بكلية الحقوق في جامعة اكسفورد، وتخرج مع شهادة في القانون في عام 1975 ، اما عن ام بلير، فكانت ابنة جزار ايرلندي ، والتي ماتت من سرطان الغدة الدرقية في نفس العام ، وبعد التخرج، بدأ بلير في العمل لدي مستشار الملكة الكسندر ايرفين ، واثبت توني بلير سرعته في التعلم، وساعدت مهاراته البلاغية لديه في اكتساب معرفة التدريب العملي في السياسة المحلية،وخلال فترة التدريب، التقى توني بلير بزميلته المتدربة شيري بوث، والتي كانت قد تخرجت بأعلى درجة من كلية لندن للاقتصاد ، وتزوج الاثنان في مارس 1980 وانجبوا اربعة اطفال هم ايوان، نيكولاس، كاثرين وليو .
توني بلير وحزب العمال :
اثناء نشأته في درم، لاحظ توني بلير بتأثير قوي من عمال المناجم المحليين، والذين كانوا متمركزين في قوة حزب العمال في انجلترا، وفي اواخر عام 1970 ، وحينما كان يمارس توني بلير مهنته كمحام ، انضم بلير الى حزب العمال، الذي كان في ذلك الحين في حالة ازمة ، فقد كان هناك اضرابات عمالية متعددة في اواخر عام 1978 ، وساعد حزب المحافظين توني بلير كثيرا في اكتساب النصر حيث كان الحزب التابع لابيه وكان حزب العمل وقتها اساسا تحت سيطرة الاتحاد .
وفي عام 1982، حاول بلير في الجلوس على مقعد في البرلمان عن منطقة بيكونزفيلد ولكنه فشل ، ولكنه مع ذلك، واصل في اقناع حزب العمال وذلك بالعمل الجاد واثبات يمتلك الكاريزما والقدرة ، وفي عام 1983، حصل بلير على مقعد في البرلمان عن منطقة سيدجفيلد قرب دورهام، حيث امضى معظم طفولته هناك .
وعندما اعيد انتخاب المحافظين كمارغريت تاتشر لرئاسة الوزراء في عام 1983، قدم نيل كينوك زعيم حزب العمال المعارض لترشيح نفسه ، ومن عام 1984 الى عام 1988، خدم توني بلير كرئيس متحدث للمقعد الامامي للخزانة والشؤون الاقتصادية لحزب العمال ، وفي عام 1987 كان يتحدث باسم التجارة والصناعة ، وفي عام 1988، ارتفع توني بلير لما تسمي بحكومة الظل المعروف ايضا باسم مقاعد البدلاء امام الظل او التي تعرف بوزارة الظل ،وكان بلير تحت رعاية زعيم المعارضة، وكانت وقتها حكومة الظل هي البديل لمجلس الوزراء ،وكان هناك دوما شخص في حكومة الظل هذه يحل له ان يأخذ السياسات والقرارات الخطيرة، وكانت مهمة بلير ان يكون سكرتير في هذه الحكومة البريطانية حيث كان سكرتيرا لنايجل لوسون، وفي عام 1992، تم تعيين بلير في منصب وزير الداخلية في نفس الحكومة .
وفي عام 1992، استقال كينوك كزعيم لحزب العمال، وخلفه جون سميث ، وعندما توفي سميث بنوبة قلبية في عام 1994، انتخب توني بلير كزعيم لحزب العمال، وكان يتميز بانه اصغر زعيم للتنظيم حتى الان ، واثناء ما كان توني بلير في منصبه، كان يدعي لسياسات كثيرة ومنها سياسات لخفض الضرائب، وردع الجريمة، وتعزيز التجارة وزيادة سلطة الحكومة المحلية ، ووصف بلير رؤيته الجديدة لبريطانيا العظمى كدولة فقال "سوف ينجح الاشخاص على اساس ما يعطون لبلادهم " ، وبقى توني بلير في منصبه كزعيم لحزب العمل حتى عام 2007، وقام بتأسيس العديد من الاصلاحات، بما في ذلك جملته الشهيرة "شخص واحد، صوت واحد" كنظام جديد لانتخاب قيادة الحزب .
توني بلير فى السنوات الاخيرة :
بعد استقالته، بقي توني بلير نشط في الشؤون العامة، بوصفه ممثل اللجنة الرباعية للشرق الاوسط، وممثل الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا لاسترجاع فلسطين لاقامة دولة فلسطينية ، وفي عام 2007، انشأ مؤسسة توني بلير للرياضة، وكان هدفه هو زيادة مشاركة الاطفال في الانشطة الرياضية، وخصوصا في شمال شرق انجلترا، حيث تم استبعاد جزء كبير من الاطفال اجتماعيا، وكان يطالب بتعزيز الصحة العامة ومنع السمنة لدى الاطفال .
وفي عام 2008، شكل توني بلير مؤسسة الايمان ، وكانت هذه المؤسسة عبارة عن مجموعة غير ربحية تعزز الاحترام والتفاهم حول الاديان في العالم من خلال التعليم والعمل المتعدد الاديان ، وفي عام 2009، اسس توني بلير اسوشيتس، وهي منظمة تقدم الاستشارات المجانية حول الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاصلاح الحكومي .
وفي عام 2011، اخذ توني بلير وسام الحرية من قبل الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ، وفي العام التالي، عقدت لجنة جرائم الحرب محكمة صورية للعثور على توني بلير وبوش لاتهامهم بارتكاب جرائم ضد السلام والانسانية لتدخل في عام 2003 في حرب العراق ، وتم الابلاغ عن النتائج الى المحكمة الجنائية الدولية، لكنها لم تتلق ردود فعل .