على مرئى من البصر في السماء قد نجد انواع كثيرة من الطيور التي تحلق عاليا وقد تكون هذه الطيور موضع حسدا بالنسبة للانسان، فكيف تحلق هذه الطيور في السماء ؟ هذه الطيور التي لها القدرة البالغة كي تحلق وترتفع الى مسافات رائعة تصل الى عدة الاف فوق سطح الارض، حيث البرد ونقص الاكسجين ، وهذه القدرة يمكن ان تحفز البشر للبقاء على قيد الحياة .
اقصى ارتفاع قد سجل للنسور العنقاء المغربية التي موطنها الاصلى وسط افريقيا، والتي كانت تحلق على ارتفاع يصل الى 37 الف قدم اي حوالي 11278 متر من سطح الارض، بعد اصطدامها بالطائرة على هذا الارتفاع .
وقد ذكر غراهام سكوت، وهو استاذ مساعد في علم الاحياء في جامعة ماكماستر في اونتاريو، كندا، ان هناك العديد من انواع الطيور تبقى في موائل التي هي توجد على ارتفاع اكثر من 13123 قدم اي حوالي 4 الاف متر فوق مستوى سطح البحر، وغيرها من الطيور التي تطير بشكل روتيني في ارتفاعات ما بين 10 - 13 الف قدم اي من 3 - 4 الف متر .
كتب سكوت في دراسة عام 2011 نشرت في مجلة علم الاحياء التجريبي ان هناك عدد من انواع الطيور يمكنها ان تطير على مسافات اعلى من ذلك، وسكوت يدرس كيف للحيوانات الفقارية اي الحيوانات التي لها عمود فقري يمكنها ان تتحدى البيئة جسديا .
طبقا لما ذكره غراهام سكوت، ان هناك الطيور الصغيرة مثل العصافير والطيور الطنانة في منطقة جبال الالب تستطيع ان توجد على ارتفاع يصل الى 16404 قدم اي 5000 متر ، في حين ان كوندور الانديز وهو نسر امريكي يطير على ارتفاع يصل الى 18044 قدم اى 5500 متر، ومن المعروف ايضا ان البط البري يصل الى ارتفاعات نحو 21 الف قدم اي 6401 متر ، وقد تم تعقب الاوز الذي يوجد في شريط اسيا الوسطى والذي قد وصل الى ارتفاع 23917 قدم اي حوالي 7290 متر .
- التحليق عاليا :
بطريقة او باخرى يمكن لهذه الطيور ان تحلق عاليا على ارتفاعات استثنائية ، ولكن ما الذي يسمح لهذه الطيور ان تطير هناك في الهواء، على الرغم من اختلاف هذه الطيور في الاحجام، فان لديهم شيء واحد مشترك وهو اطوال جناحيها بالنسبة الى اجسامها، مقارنة بالطيور الاخرى التي تطير على مسافات اقل .
قال سكوت ان الاجنحة الاطول هي افضل لاحداث الارتفاعات والحفاظ على جسم الطائر عاليا، واضاف سكوت الى ان الامر يحتاج الى اكثر من الاجنحة الطويلة للصعود الى الارتفاعات العالية، والتي تأتي مع التجارب الجسدية الهائلة .
ان التحدي الاكبر هي ان يكون الهواء اقل كثافة، فالطيور ترتفع الى الاعلى وتضرب او ترفرف بجناحيها حتى تبقى ثابتة في هذا الارتفاع، وهذا يتطلب زيادة في عملية الايض، ومستوى الاكسجين يصبح محدود جدا، وعند الارتفاعات العالية يصبح الجو اكثر برودة والطيور بحاجة الى الحفاظ على اجسادها دافئة، والهواء اكثر جفافا، وتصبح الطيور اكثر عرضة لفقدان الماء من خلال التنفس والتبخر وتشعر الطيور بالعطش الشديد .
قال تشارلز بيشوب، وهو محاضر في علم الحيوان في كلية العلوم البيولوجية في جامعة بانجور في المملكة المتحدة، ان هناك بالتأكيد التحورات الجسدية التي تسمح للطيور ان تصل الى مستويات استثنائية، وقال بيشوب في دراسته ان الاوز الطائر لا يعاني من اعتلال الارتفاعات او من اي وذمة دماغية او رئوية، حتى ان الاوز على عكس البشر حيث انه لا يشعر بالمرض عند الارتفاعات العالية .
اللهث عند الاوز اثناء التحليق يساعد الاوز في الحصول على الكثير من الاكسجين، وهذا التنفس السريع يجعل الدم اكثر قلوية، وهذا التغير في البشر يؤثر على الدورة الدموية الى المخ وهو السبب ان البشر يشعرون بالدوار في المرتفعات، ولكن الاوز لديه القدرة على تحمل هذه الظروف القلوية، حتى ان تدفق الدم الى المخ والجسم في حالة صحية جيدة .
- استراتيجية التقلبات الحادة :
قال بيشوب ان الطيور لا تستطيع ان تبقى عاليا لفترات طويلة جدا، وان الاوز يستخدم استراتيجية التقلبات الحادة خلال هجرته الطويلة والتي يمكن ان تمتد من 2 - 5 الاف كيلو متر في رحلة تستغرق من 5 - 200 ساعة، وقد اضاف بيشوب ايضا ان 95% من ملاحظاته المباشرة ان الاوز يرتفع على مسافة اقل من 5500 متر، وكلما قابل الاوز بعض العقبات في الارتفاعات العالية فانه يهبط على الفور .
ربما التحليق على ارتفاعات عالية يقدم للطيور ظروف افضل اثناء الرحلات الطويلة، وان الهجرة على ارتفاعات عالية تعني فرصة اقل لتعرض الطيور للطيور المفترسة الاخرى، في حين ان الرياح يمكن ان تساعد الطيور في الطيران مع جهد اقل، وانخفاض درجة الحرارة قد تحافظ على الطيور من ارتفاع درجة الحرارة والانهاك .