عنكبوت الطاووس من الحشرات الغامضة، وهي من الحشرات الملونة، وعنكبوت الطاووس يلوح بأرجله في الهواء وكأنه لا يبالي، وعناكب الطاووس هي مجموعة من العناكب الدقيقة، والتي هي صغيرة في الجسم، ولكنها كبيرة في جاذبيتها وسحرها، حيث أنها تشتهر بألوانها الرائعة ورقصات الغزل المليئة بالنشاط والحيوية، وعنكبوت الطاووس يشبه الطاووس الاستعراضي ذو الذيل المروحة، لذلك سمي عنكبوت الطاووس، والعلماء قد وصفوا حاليا 7 أنواع من عنكبوت الطاووس.
وجد الباحثون أن الأنواع الموصوفة حديثا جميعها توجد في جنس ماراتوس، حيث توجد في غرب أستراليا وجنوب أستراليا، وبذلك يصبح العدد الكلي لأنواع ماراتوس المعروفة 48 نوع، والعناكب في هذا الجنس تصل طولها في المتوسط حوالي (0،16- 0،20) بوصة أي (4- 5) ملليلتر، والإناث أكبر قليلا من الذكور.
الإناث التي تنتمي الى جنس ماراتوس تميل الى أن تكون مرقطة مع الظلال المختلفة من اللون البني، ولكن الذكور لها ألوان مثيرة وملفتة للإنتباه، مثل العنكبوت الطاووس الذي وصف في عام 2015، والعنكبوت الطاووس له ألوان وأنماط مختلفة على منطقة البطن بالنسبة للذكور، وفي كثير من الأحيان على المروحة، وجسم العنكبوت مفلطح والذي يتم رفعه في اتجاه الأنثى أثناء المغازلة.
- الألوان البراقة وحركة القدمين الماهرة :
في واحدة من الأنواع المكتشفة حديثا ماراتوس بوبو، حيث أن الذكور تحمل أنماط ملفتة للنظر مع الظلال الرائعة من الأحمر والأزرق، واسم بوبو قد أخذت من الاسم اللاتيني للبومة القرناء، وذلك بسبب تشابه الظلال الزرقاء التي توجد على ظهر البومة.
أخر نوع من الأنواع الجديدة لعنكبوت الطاووس ماراتوس تسيلاتوس، وهي ليست ملونة مثل باقي الأنواع، ولكنها ترقص بسرعة لا تصدق من خلال حركة الأقدام الماهرة عند مغازلة الأنثى، وعنكبوت تسيلاتوس لا يرفع منطقة البطن مثل باقي الأنواع بل يعتمد على الحركة السريعة للأرجل ليجعل الأنثى تهتم به اذا كانت راغبة في التزاوج.
العديد من أنواع عناكب الطاووس الجديدة مثل ماراتوس بوبو، وماراتوس تسيلاتوس، وماراتوس لوباتوس قد رصدت في السنوات الأخيرة من قبل مصور الحياة البرية ومربي الحشرات ديفيد نولز، وقال أوتو عالم الأحياء والذي كان منجذب للعناكب بدء من مرحلة الطفولة، ولكنه لم يكن، حتى انتقل الى مدينة سيدني وحصل على أول عنكبوت الطاووس الذي قد قفز في طريقه، وفي عام 2005 ذكر أوتو أنه يحتفظ حاليا بالمئات منهم في مراحل الحياة المختلفة في منزله للمراقبة العلمية والتصوير الفوتوغرافي، وكان أوتو يحتفظ بالعناكب في وسط كومة كبيرة من الأوراق كانت توضع على الطاولة في غرفة الطعام حتى يقوم بالتصوير الفوتوغرافي للعناكب، ولكن في نهاية الأمر اضطر الى نقلهم عندما تذمرت زوجته، وقال أوتو أنه لم يفعل أي شيء أخر في حياته، بل كان يكرس وقته للعناكب.
- التكبير :
الكثير يقضون وقتهم في تصوير عناكب الطاووس الصغيرة، وعادة من مسافة أقل من واحد بوصة، وذلك من عدسة التكبير التي تعمل على تضخم الأشياء الى خمس أضعاف، وقال أوتو أن العناكب تتجاهل الكاميرا وتميل الى القفز على العدسة، وقد أوضح أوتو أنه عندما تتعامل مع الحيوانات التي لم تشاهدها من قبل، فإنه من الضروري أن تسجل مظاهر كل من الذكر والأنثى، وأجزاء الجسم، ووضع الجسد من كل زاوية وفي مواقع متعددة، وهذا يعني التقاط العديد من الصور كلما أمكن.
من المفارقات أن أوتو لم يرى قط الألوان الحقيقية لعناكب الطاووس، وذلك لأنه مصاب بعمى الألوان، وبالرغم من أنه لا يستطيع ادراك الألوان الكاملة التي تزين أجسام العناكب، إلا أنه يأمل أن الصور والفيديوهات الخاصة به يمكن أن تساعد في نقل سحرها الفريد الى الآخرين، وخاصة أولئك الذين لا يجدوا العناكب ساحرة على الاطلاق.