تمثال زيوس يصل ارتفاع الي 40 قدما عاليا ، ومصنوع هذا التمثال من العاج والذهب، وهو عبارة عن تمثال جالس للإله زيوس، ملك كل الآلهة اليونانية، ويقع تمثال زيوس في حرم اولمبيا في شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، ووقف تمثال زيوس بفخر لأكثر من 800 سنة، كما انه قام بالإشراف على دورة الالعاب الاولمبية القديمة وهو واحد من عجائب الدنيا السبع من العالم القديم .
حرم أولمبيا :
أولمبيا، تقع بالقرب من بلدة إليس، وهي ليست مدينة وليست مكان مأهول بالسكان، باستثناء الكهنة التي اعتنت بالمعبد ، ولكن بدلا من ذلك، كانت أولمبيا ملاذا، ومكان لاعضاء الفصائل المتحاربة اليونانية حيث كان يمكنهم أن يأتون اليها ليكونون محميين ، وايضا كان مكانا للعبادة بالنسبة لهم، كما انه كان أيضا مكان للألعاب الأولمبية القديمة .
فقد عقدت أول دورة للالعاب الاولمبية القديمة عام 776 قبل الميلاد ، وكان هذا حدثا هاما في تاريخ الإغريق، ووقعت هذه الألعاب الأولمبية علي ما جاء من بعدهم بأسم الاستاد او الملعب ، حيث انه اصبح الملعب بالمعني التفصيلي علي مر القرون القادمة.
وحوالي 600 قبل الميلاد، تم بناء المعبد الجميل لكلا من هيرا و زيوس ، وهيرا، كانت من إلهة الزواج وكانت زوجة زيوس، وكان زيوس يجلس وراء ظهرها، ومن هنا كانت الشعلة الاولمبية مضاءة في العصور القديمة، ومن هنا أيضا ظلت الشعلة الأولمبية الحديثة مضاءة.
وفي 470 قبل الميلاد، وبعد 130 سنة من بناء معبد هيرا بدأ العمل على الهيكل الجديد، والذي كان اصبح مشهورا في جميع أنحاء العالم لجماله وروعته.
تمثال زيوس
الهيكل الجديد لمعبد زيوس :
بعد أن فاز شعب إليس بالحرب، استخدموا غنائم حربهم لبناء معبد أكثر تفصيلا جديد في أولمبيا ، وبناء هذا المعبد لزيوس، بدأ حوالي 470 قبل الميلاد، وقد صمم من قبل يبون من إليس، وتركزفي وسط ألتيس.
ومعبد زيوس، يعتبر مثالا لهندسة دوريسي وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل، بني على منصة، وموجه نحو الشرق والغرب ، وعلى كل من جانبيه13 من الاعمدة الطويلة ، وكانت هذه الأعمدة مصنوعة من الحجر الجيري المحلي ومغطاة بالجص الأبيض، ومعقودة لكي تصل الي سقف مصنوع من الرخام الأبيض.
وقد تم تزيين الشكل الخارجي لمعبد زيوس بطريقة متقنة ، مع مشاهد منحوتة من الأساطير اليونانية على هيئة أقواس، والمشهد على مدخل المعبد، وخاصة على الجانب الشرقي، يصور مشهد عربة اتية من قصة بيلوبس ووينوماوس ، وداخل معبد زيوس يختلف كثيرا كما هو الحال مع المعابد اليونانية الأخرى، فنجد داخل هذا المعبد بسيط للغاية ، ويهدف إلى تسليط الضوء على تمثال زيوس، وفي هذه الحالة، كان تمثال زيوس مذهل للغاية، وكان يعتبر واحدا من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
تمثال زيوس :
داخل معبد زيوس يجلس تمثال طوله 40 قدما طولا، وكان الملك زيوس هو ملك كل الآلهة اليونانية،وقد تم تصميم هذه التحفة الفنية من قبل النحات الشهير فيدويوس ، والذي كان قد صمم من قبل تمثال كبير للبارثينون في اثينا ، ومع الأسف، تمثال زيوس لم يعد موجودا وهكذا نحن نعتمد على وصفه فقط من ماتركه لنا الجغرافي بوسانياس.
ووفقا لبوسانياس، كان يصور تمثال زيوس الشهير الملتحي وهو جالسا على العرش الملكي، وكان يحمل نايك، الآله المجنح الخاص بالنصر، في يده اليمنى وصولجان تصدر مع النسر في يده اليسرى ، وتمثال جالس مستريح على قاعدة التمثال التي تكون عبارة عن ثلاثة أقدام عالية.
لم يكن حجم تمثال زيوس هو الشئ المهم فعلى الرغم من أنه كان كبيرا بالتأكيد، الا انه كان تمثال كامل من المواد النادرة ، فجلد تمثال زيوس كان من العاج وثوبه من صفائح الذهب التي زينت بشكل معقد مع الحيوانات والزهور ، وجاء هذا العرش أيضا من العاج والأحجار الكريمة، وخشب الأبنوس ، مما يجعله من المدهش النظر اليه.
ما حدث لفيدويوس وتمثال زيوس :
تمثال زيوس
المصمم فيدويوس هو مصمم تمثال زيوس،والذي تم زجه الي السجن بعد أن أنهى رائعته ولم يعرف ما إذا كانت هذه التهم صحيحة أو ملفقة من قبل الاستياء السياسي ، ولكن كل مانعرفه ان هذا النحات العبقري توفي في السجن في انتظار المحاكمة.
وفي الواقع ان تمثال زيوس لاقي اهتمام اكبر من مصممه ، فلمدة 800 عاما، ولعدة قرون، كان تمثال زيوس يعامل بعناية لكي يقومون بحمايته من درجات الحرارة الرطبة في أولمبيا ، وظل هذا التمثال نقطة محورية في العالم اليوناني وأشرف على مئات الألعاب الأولمبية التي حدثت بجانبه.
ومع ذلك، وفي عام 393 م، امر الإمبراطور المسيحي ثيودوسيوس حظر دورة الالعاب الاولمبية ، وفي أوائل القرن الخامس الميلادي، أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بتدمير تمثال زيوس ووضعه علي النار ودمر الزلزال ما تبقي منه.