كان الحزب النازي حزب سياسي في ألمانيا، بقيادة أدولف هتلر، وتضمنت افكار الحزب النازي سيادة الشعب الآري وإلقاء اللوم على اليهود وغيرها من المشاكل وأدت هذه المعتقدات المتطرفة في نهاية المطاف إلى الحرب العالمية الثانية والمحرقة.
بدايات الحزب النازي :
في فترة ما بعد الحرب العالمية ، كانت ألمانيا مسرحا لاقتتال سياسي واسع النطاق بين المجموعات التي تمثل أقصى اليسار وأقصى اليمين ، وفي هذه البيئة انضم أنتون دريكسلر جنبا إلى جنب مع صديقه الصحفي كارل هارير، وشخصين آخرين وهم الصحفي ديتريش إيكارتو و الاقتصادي الألماني غوتفريد فيدر لإنشاء حزب سياسي يميني، وحزب العمال الألماني في 5 يناير 1919 ، وكان مؤسسي الحزب النازي قد وضعوا الأسس المعادية للسامية وكان لديهم تعزيز شبه عسكري.
أدولف هتلر ينضم إلى الحزب النازي :
بعد خدمته في الجيش الألماني ، وخلال الحرب العالمية الأولى ، كان أدولف هتلر لديه صعوبة في إعادة الاندماج في المجتمع المدني ، واقبل بشغف على وظيفة في الجيش كجاسوس مدني ومخبر، وهي مهمة تقتضي منه أن يحضر اجتماعات الأحزاب السياسية الألمانية التي شكلت حديثا.
وفي الواقع ان هذه المهمة جعلت هتلر يشعر وكأنه لا يزال يخدم غرضا للجيش ، وفي 12 سبتمبر 1919، قام بحضور اجتماع لحزب العمال الألماني( الحزب النازي ) ، وكانوا رؤساء هتلر يملون عليه تعليمات بأن يبقى هادئا في مثل هذه الاجتماعات لكي يحقق النجاح المرجو ، وبعد الاجتماع مع دريكسلر طلب من هتلر الانضمام الى الحزب النازي، وقبل هتلر معه في الحزب النازي، وبالفعل استقال من منصبه من الدفاع الوطني ، وأصبح العضو رقم 555 في حزب العمال الألماني ( الحزب النازي ).
هتلر يصبح زعيما لـ الحزب النازي :
هتلر سرعان ما أصبح قوة لا يستهان بها في الحزب ، وتم تعيينه ليكون عضوا في اللجنة المركزية للحزب وفي يناير عام 1920، تم تعيينه من قبل دريكسلر لكي يكون رئيس الحزب ، وبعد شهر من ذلك ، نظم هتلر مسيرة لـ الحزب النازي في ميونيخ والذي حضرها أكثر من 2000 شخص ، وقام هتلر بألقاء خطاب شهير في هذا الحدث.
وكان الهدف من هذا الخطاب تعزيز مجتمع وطني موحد من الألمان النقي ، وقد قام بوضع اللوم للصراعات في البلاد على المهاجرين (وخصوصا اليهود والأوروبيين الشرقيين) وشدد على استبعاد هذه المجموعات من اي مجتمع موحد ، وقرر إضافة كلمة "اشتراكي" الي اسم الحزب ، ليصبح الحزب الوطني الاشتراكي الألماني وذلك في عام 1920.
القيام بانقلاب بير هول :
استمر تأثير هتلر علي الحزب النازي ونما الحزب، وبدأ هتلر أيضا بتحويل تركيزه بقوة نحو وجهات النظر المعادية للسامية والتوسع الألماني ، وواصل الاقتصاد الألماني في الانخفاض وهذا ساعد علي زيادة قوة الحزب ، وبحلول خريف عام 1923، كان أكثر من 20،000 شخص من أعضاء الحزب النازي لا يحترمون هتلر مما جعل هتلر يقوم بأنقلاب ضد الحكومة.
وفي خريف عام 1923، هاجم هتلر ورجاله قاعة البيرة حيث كان هناك زعماء بافاريين للحكومة مجتمعين فيها، وعلى الرغم من عنصر المفاجأة والبنادق الآلية، الا ان خطته فشلت ، وقرر هتلر ورجاله تنظيم مسيرة في الشوارع وسرعان ما أطلقوا النار على الجيش الألماني ، ونتج عنها عدد قليل من القتلى والجرحى.
وتم القبض علي هتلر في وقت لاحق، وتم اعتقاله، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في سجن لاندسبرج ، ولكن هتلر لم يؤد إلا ثمانية أشهر، وهي الفترة الذي كتب فيها كفاحي ، ونتيجة لانقلاب بير هول، تم حظر الحزب النازي في ألمانيا أيضا.
رجوع الحزب النازي مرة أخرى :
على الرغم من حظر الحزب النازي، الا ان أعضاءه واصلت العمل تحت عباءة "حزب الألمانية" بين عامي 1924 و 1925، والحظر انتهي رسميا يوم 27 فبراير، 1925 ، وبعدها ، تم الافراج عن هتلر من السجن وقام بإعادة تأسيس الحزب النازي.
ومع بداية جديدة، قام هتلر بإعادة توجيه تركيز الحزب النازي نحو تعزيز قوته عبر الساحة السياسية بدلا من الطريق شبه العسكري، وبدأ الحزب النازي مع تسلسل هرمي منظم مع نخبة معروفة بأسم "فيلق القيادة" وقاموا بقبول المجموعة الأخيرة من خلال دعوة خاصة من هتلر.
إنشاء الحزب هذا عمل علي إعادة هيكلة منصب جديد لغوليتر ، وقيادة المنطقة كانت مهمتها بناء دعم الحزب النازي في مناطق محددة من ألمانيا ، وتم إنشاء مجموعة شبه عسكرية ثانية أيضا، وهي سكهوتزستفل وهي التي شغلت منصب الحماية الخاصة لهتلر وحاشيته.
الكساد الوطني أدي الي صعود النازية :
الكساد الكبير في الولايات المتحدة سرعان ما انتشر في جميع أنحاء العالم ، وكانت ألمانيا واحدة من أسوأ الدول التي تأثرت بمعنى الدومينو الاقتصادي ، والنازيين استفادوا من ارتفاع التضخم والبطالة في جمهورية فايمار ، وأدت هذه المشاكل لهتلر وأتباعه بدء حملة أوسع لتأييد الرأي العام من الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية، وإلقاء اللوم على كل من اليهود والشيوعيين.
وبحلول عام 1930، جوزيف غوبلز عمل كرئيس لـ الحزب النازي ، والشعب الألماني بدأ حقا للاستماع إلى هتلر والنازيين ، وفي سبتمبر 1930، استولي هتلر على الحزب النازي وحاز علي 18.3٪ من الأصوات للرايخستاغ (البرلمان الألماني ) ، وجعل هذا الحزب هو الحزب السياسي الثاني الأكثر نفوذا في ألمانيا، ومع الحزب الديمقراطي الاجتماعي عقد المزيد من المقاعد في مجلس النواب الألماني.
وعلى مدار السنة والنصف القادمة، استمر نفوذ الحزب النازي في النمو وهتلر قاد حملة رئاسية ناجحة وعلى الرغم من أن هتلر خسر الانتخابات، الا انه أسر إعجاب الكثيرون بنسبة 30٪ من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، مما جعله يعيد الانتخابات وحصل على نسبة 36.8٪.
هتلر يصبح المستشار :
واصلت قوة الحزب النازي في الرايخستاج في النمو وخاصة بعد الانتخابات الرئاسية لهتلر، وفي يوليو 1932، تم عقد الانتخابات في أعقاب انقلاب حكومة الولاية البروسية ، وتم القبض على اكبر عدد من النازيين وفاز من الحزب حوالي 37.4٪ من مقاعد مجلس النواب الألماني.
وبعد ذلك الحزب النازي عقد اغلبية المقاعد في البرلمان،واصبح ثاني أكبر حزب، بعد الحزب الشيوعي الألماني الذي حصل علي 14٪ فقط من المقاعد، وهذا جعل من الصعب على الحكومة أن تعمل من دون دعم ائتلاف الأغلبية ، ومن هذه النقطة، بدأت جمهورية فايمار في انخفاض سريع.
وقرروا ان أفضل استراتيجة هو تعيين هتلر كمستشار ورفع الزعيم النازي لمنصب المستشار هذا يمكنه الحفاظ على الحكومة من التفكك، و بدعم من وسائل الإعلام والمستشار الجديد كورت فون شلايشر، واقتناعا منهما بأن وضع هتلر في دور المستشار سيكون أفضل وسيلة لاحتواء الموقف.
بدأ الدكتاتورية :
وفي 27 فبراير 1933، وبعد أقل من شهر من تعيين هتلر كمستشار، دمر حريق غامض مبنى الرايخستاغ ، الحكومة وتحت تأثير هتلر، كان تلفيق هذا الحريق سريع الي الشيوعيين ، وفي نهاية المطاف، وضعوا خمسة من أعضاء الحزب الشيوعي للمحاكمة لاطلاق النار .
ويوم 28 فبراير، وبناء على طلب من هتلر، وافق الرئيس هيندينبيرغ المرسوم لحماية الشعب والدولة ، وتمديد قانون الطوارئ المرسوم لحماية الشعب الألماني، والذي صدر في فبراير 4 ، والذي تنفيذه منع إلى حد كبير الحريات المدنية للشعب الألماني مدعيا أن هذه التضحية ضرورية للسلامة الشخصية ولسلامة الدولة.
وبمجرد تمرير "مرسوم حريق الرايخستاج" هذا ،استغل هتلر هذا لمداهمة مكاتب الحزب الشيوعي الألماني واعتقال مسؤوليها، مما جعلها عديمة الفائدة تقريبا على الرغم من نتائج الانتخابات المقبلة.
الحرب العالمية الثانية والمحرقة :
واصلت الجماعات السياسية والأقليات العرقية التدهور في ألمانيا، وازداد الوضع سوءا بعد وفاة الرئيس هيندينبيرغ في أغسطس 1934، وهذا سمح لهتلر ان يقوم بجمع مواقف الرئيس والمستشار سويا ، وفي عام 1939 غزت ألمانيا بولندا وبدأت الحرب العالمية الثانية.
ومع انتشار الحرب في جميع أنحاء أوروبا، زادت حملة هتلر وأتباعه ضد يهود أوروبا وغيرهم من الجهات التي كانت تعتبر غير مرغوب فيها عند هتلر واتباعه ، وجلب هذا الاحتلال السيطرة على كمية كبيرة من اليهود تحت السيطرة الألمانية، ونتيجة لذلك، تم إنشاء الحل النهائي وتنفيذه ، وهو قتل أكثر من ستة ملايين يهودي وخمسة ملايين آخرين خلال حدث عرف بأسم المحرقة.
وعلى الرغم من أن أحداث الحرب ذهبت في البداية لصالح ألمانيا مع استخدام استراتيجية الحرب الخاطفة القوية، الا ان كل شئ تغير عندما توقف الروس في تقديم المساعدة في معركة ستالينغراد ، وعند انتهاء الحرب في أوروبا ، تم هزيمة ألمانيا النازية ووفاة زعيمها أدولف هتلر .