قصة الفيل والحبل من اجمل قصص الاطفال التي توضح لنا ان قوتنا الحقيقية في عقلنا ، وتحكي القصة انه كان هناك صبي صغير يدعي اياد ، وكان اياد لطيف ومحب للحياة البرية، وكان مولعا بالفيلة، وحيوانات الماموث، ففي الواقع كان مجنونا جدا بالافيال ويراها حيوانات قوية للغاية ، ومع ذلك، لم يكن لديه فرصة لرؤية فيلة حقيقية ، فكل ما يعرفه عن مخلوقات الماموث كان فقط من خلال التلفزيون واجهزة الكمبيوتر .
عاش اياد في بلدة صغيرة ، وهذا المكان الذي عاش به لم يوفر له فرصة لزيارة الفيلة، وكانت كل رغبته ان يرى ويلمس على الاقل فيل قبل ان يموت ، وتمر الايام والسنين ، ولحسن الحظ، عندما كان اياد يبلغ من العمر 25 عاما حصل على فرصة للانضمام الى طاقم من عشاق الحياة البرية .
واستفسر اياد كثيرا حول ما اذا كان سيرى افيال حقيقية ام لا ، وبالفعل كان من ضمن خططهم رؤية الافيال ، وبدأت الرحلة بسعادة وزارو اماكن مختلفة، وكان اياد سعيدا جدا وتمتع بجولة رائعة فقد كان ينتظر سنوات طويلة لزيارة الفيلة في الحياة الحقيقية، وها قد جاء اليوم .
وعندما مر اياد وكل من معه عبر الغابات، ساروا في قرية جميلة ، فقال واحد من افراد الفريق ان هذه القرية لديها اكثر من 100 فيل ، فرح اياد كثيرا وتمنى ان يظل في تلك القرية طوال اليوم ، واخيرا رأى اياد تلك الفيلة للمرة الاولى في حياته ، وكان مندهشا حقا لرؤية الافيال وصرخ بسعادة .
وبعد ان امضى اياد ساعتين او ثلاث ساعات فقط لرؤية الافيال، شعر بالصدمة لرؤية ان تلك الافيال مربوطة بسياج ضعيف او بحبل رقيق ، وليس هناك حتى سلسلة، ولم يكن هناك قفص او اي نوع من المأوى حيث تعيش فيه ، و بدلا من ذلك، كان هناك حظائر بسيطة دون اي ابواب .
وتفاجأ اياد ، فقد كان يعتقد انه يعرف قوة الافيال جيدا حسب ما رأه في التليفزيون ، فقد كانت الافيال مربوطة بسلاسل قوية في التلفزيون ، وتساءل احد الموجودين عن سبب تركهم بحرية دون اي حماية، حتى انه تساءل ايضا "هل هم لن يستطيعون فك هذا الحبل بسهولة ؟" .
واجابة المدرب كانت مفاجأة كبيرة لاياد، حيث قال " لن يفعل" ، وهنا سأله اياد " كيف ذلك ايها المدرب" ، ورد عليه المدرب قائلا "لقد تم تدريبهم هنا منذ طفولتهم ، وعندما كانوا اطفالا كنا نربطهم بحبل قوي ولم تكن الفيلة الصغار قادرة على فكها ، والحبل او السلسلة التي استخدمناها لربطها عندما كانوا صغار كان قويا بما فيه الكفاية للاحتفاظ بهم ، وهناك عدد قليل من الفيلة كانوا دوما يقومون بمحاولة فك الحبل ، ونموا جيمعا وطوروا اعتقادا كاذبا بان الحبال الصغيرة والخفيفة التي نستخدمها الان هي قوية جدا بالنسبة لهم ولا يستطيعون فكها كالسابق" .
اندهش اياد من كلام المدرب وشعر بالصدمة ، وعرف انه بالرغم من ان الفيلة قوية للغاية الا انها لم تكن ذكية بما فيه الكفاية لفك حبل ضعيف ، ومع ذلك، غادر المكان وكان سعيدا حقا لرؤية الفيلة .
والهدف من هذه القصة هو ان حياتنا هي مثل معتقدات الفيل الكاذبة، فنحن نتبع المعتقدات الكاذبة التي نواجهها ونفشل في تجربة شيء لمجرد اننا لم نحققه في وقت سابق .