حتى الان العلماء ليسوا متأكدين من سبب حدوث الاحلام ، فالاحلام هي عبارة عن سلسلة من الصور التي غالبا ما تشمل المشاعر والأصوات ، ولقد أراد الناس أن يعرفوا لماذا تحدث الاحلام على مر الزمن ؟ ، وكما هو واضح في النتائج التاريخية أن الناس لديهم اهتمام كبير بالاحلام ، وعلى مر السنين كانت هناك العديد من النظريات حول الاحلام ، وكان هذا الموضوع غامض إلى حد ما دائما ، وقد قام العديد من الباحثين والعلماء بالبحث عن السبب الحقيقي لـ الاحلام ، وايضا البحث عن المعاني المحددة لأنواع معينة من الاحلام .
نظرية سيجموند فرويد عن الاحلام :
كان سيجموند فرويد أحد أوائل الناشرين لنظريات عن الاحلام ، وغالبا ما تضيف نظرياته مفاهيمها الخاصة ، وهو قدم العديد من النظريات حول لماذا يحلم الناس ؟ وغالبا ما تكون لنظرياته تفسيرات نفسية ، وسيجموند فرويد (1856-1939) يعتبر هو ابو التحليل النفسي .
وتقول نظرياته أن الاحلام هي منفذ الشخص لأفكار العقل اللاوعي و"الرغبات الخفية" ، ورأى أن كل شيء في الاحلام يكون نتيجة لخبرات وغرائز الحالم ، وقال انه يعتقد ان لا شيء يأتى فى الحلم عن طريق الصدفة وأن كل شيء يأتى من العقل اللاوعي ، وأن الحلم هو وسيلة للتعبير عن افكار العقل اللاواعى ، ورأى أن الحالم لا يمكن أن يتذكر أحلامه بالتفصيل ، وذلك لحماية العقل الواعي من أفكار ورغبات العقل اللاواعي .
نظرية كارل يونغ عن الاحلام :
نظرية كارل يونغ عن الاحلام الذي عاش في الفترة من عام (1875 إلى 1960) ، كان كارل يونغ يعتبر أن الأحلام انعكاسا للنشاط النفسى ، وقال أنه ينبغى النظر إلى الاحلام على محمل الجد وتحليلها لنرى كيف يمكن أن تؤثر فى حياة الناس ، وقال ايضا ان الاحلام هى منتج غير طوعى وعفوى للعقل اللاواعى ، وعادة ما تكون غامضة وصعبة الفهم ، وذلك لانها تتكون من رموز وصور ، وحاول كارل يونغ فهم لغة الاحلام وفك رموزها ، والخطوة الاولى لفهم الاحلام كما يرى كارل يونغ هو فهم سياق الحلم واكتشاف اهمية الصور المختلفة التى يعرضها الحلم .
فعلى سبيل المثال قد تظهر الام فى الحلم بصور مختلفة باختلاف الشخص ، احيانا الام فى المنام تعنى لشخص الحب والرعاية والحنان ، واحيانا لشخص اخر تعنى السلطة والغضب والإحباط ، وبالتالى فإن معنى حلم الأم يمكن أن يختلف من شخص لاخر ، و بقدر الإمكان ، يجب أن تؤخذ كل صورة أو رمز بدوره حتى يتم تحديد معنى الحلم ، وكان يرى كارل يونغ أن الاحلام هى طريقة للحالم لحل المشاكل التي يواجهها في حياته وهو مستيقظ .
نظرية ألفريد أدلر عن الاحلام :
نظرية ألفريد أدلر (1870-1937) عن الاحلام هي ان الاحلام مسار مفتوح نحو الأفكار الحقيقية ، والعواطف والأفعال ، وكان ألفريد يعتقد ايضا الاحلام هي أداة هامة لإتقان السيطرة على حياتك اليقظة ، وأن الاحلام هي وسيلة للسيطرة على الأفكار فى حياة الفرد ، وكان أحد المؤيدين الرئيسيين لتفسير الاحلام ، وذلك لانه يعتقد أن تفسير الاحلام يساعد الحالم على حل المشاكل ، حيث أنه يعتقد أن هناك علاقة بين أحلامك والمشاكل التى توجهها في حياتك اليومية .
وأن المزيد من الاحلام لديك المزيد من المشاكل التي من المحتمل أن تكون ، والعكس إذا كانت الاحلام لديك قليلة فإن المشاكل تكون قليلة ، وتكون أكثر راحة نفسية ، وعلاوة على ذلك ، ألفريد لا يعتقد أن تصرف الفرد وسلوكه يتحكم فيها العقل اللاوعي ، ولا يعتقد ايضا أن العقل الواعي والعقل اللاواعي يعملان ضد بعضهما البعض ، بالعكس فهم يعملان بنفس الطريقة سواء كنت مستيقظا أو نائما .
سبب حدوث الاحلام
نظرية الإدراك عن الاحلام :
نظرية الإدراك عن الاحلام تقول أن الحلم هو مزيج من خيال الشخص الحالم ، على سبيل المثال ، قد ينظر شخص واحد إلى وردة ويفكر في العطر الحلو ، بينما شخص آخر قد ينظر إلى نفس الوردة ، ويفكر فقط في الألم الذى يسببه الشوك الموجود حولها ووفقا لنظرية الإدراك ، ان الاحلام تختلف من شخص لاخر على حسب طريقة تفكير وخيال كل شخص .
النظريات الطبية عن الاحلام :
العلماء غير متأكدين من أين تنشأ الاحلام في المخ ، ولكن يعتقد الكثيرون أن عدة أجزاء من الدماغ يمكن أن تسهم في الاحلام ، والأطباء لا يعرفون ما هو الغرض من الاحلام ، ولكنهم يعرفون أن هناك تغييرات في الدماغ أثناء النوم ، وهناك العديد من النظريات البيولوجية حول لماذا يحلم الناس ؟
مثل نظرية الضوضاء العشوائية لفرانسيس كريك وغرايم ميتشيسون ، حيث اعتقدا أن الغرض من الحلم هو إزالة التفاعلات غير المرغوب فيها من خلايا الدماغ ، ونظريتهم هي أنه على مدار اليوم خلايا الدماغ من المرجح أن تعانى من الانزعاج عن طريق التغييرات التي تنتج في الدماغ بسبب الخبرات اليومية للفرد ، حيث ان الاحلام تساعد دماغ الحالم على التخلص من هذه التغييرات ، حتى يستطيع الدماغ العمل بشكل صحيح .
