العدسة المكبرة هي واحدة من الأجهزة البصرية القديمة (المتعلقة بالعين) المعروفة في مجال العلوم، والمصريون منذ آلاف السنين قد استخدموا في التكبير رقائق من الكريستال أو الزجاج البركاني الأسود (وهو نوع من الحجر لامع) لرؤية أفضل للأشياء الصغيرة، وفي روما كان من المعروف أن الإمبراطور الروماني نيرو الذي عاش من عام (37-68) كان يحدق النظر من خلال الأحجار الكريمة التي كانت تعمل على تكبير الاشياء وذلك لرؤية المسرح من مسافة بعيدة .
- استخدامات العدسة المكبرة :
اختراع العدسة المكبرة
يعتقد أن العدسة المكبرة الأولى التي صممت لأغراض علمية صممها الفيلسوف الإنجليزي روجر بيكون الذي عاش من عام (1220-1292) وذلك في وقت ما خلال القرن الثالث عشر .
انواع كثيرة من العدسة المكبرة هي عدسات مزدوجة محدبة وتستخدم لجعل الاشياء تظهر بحجم أكبر، ويتم ذلك عن طريق وضع العدسة المكبرة قريبة من الشيء ليتم رؤيته، وبهذه الطريقة تنحني أشعة الضوء باتجاه مركز العدسة المكبرة، وعندما تصل هذه الأشعة المنحنية الى العين فإنها تجعل الاشياء تظهر أكبر بكثير مما هو عليه في الواقع .
ومع ذلك، فإن العدسة المكبرة إذا كانت بعيدة بما فيه الكفاية فإن الصورة سوف تكون مقلوبة، والتي تظهر صغيرة ورأسا على عقب، والمسافة التي تحدث فيها هذه الصورة المقلوبة هي ضعف البعد البؤري (المسافة من المركز البصري للعدسة إلى النقطة التي تلتقي فيها أشعة الضوء) من العدسة، ويتم تحديد البعد البؤري لأي عدسة بمقدار الانحناء على وجه العدسة، وتسمى الصورة المكبرة صورة افتراضية في حين أن الصورة الصغيرة المقلوبة تسمى الصورة الحقيقية .
وقد استخدم العديد من الناس العدسة المكبرة وأشعة الشمس لإشعال قطعة من الورق، وذلك عندما يتم وضع العدسة بالضبط عند ضعف البعد البؤري من الورقة، وسوف يتركز كل الضوء في نقطة صغيرة، ويتولد ما يكفي من الحرارة لبدء اشتعال النار .
كانت العدسة المكبرة تمهيد لاختراع المجهر المركب الذي كان يستخدم في دراسة علم الفلك، حيث ان المجهر المركب كان يستخدم فيه سلسلة من العدسات المكبرة للتركيز، والتكبير، وإعادة تركيز الصورة، والعدسة المكبرة واحدة من الأدوات الأساسية المستخدمة في الطب .